قال ابن فارس في فقه اللغة‏:‏ من سُننِ العرب في الأسماء أن يُسَمُّوا المتضادَّين باسم واحد نحو الجَوْن للأسود والجَوْن للأبيض‏.‏ وأنكرَ ناسٌ هذا المذهَب ،وأن العربَ تأتي باسم واحدٍ لشيء وضدّه وهذا ليس بشيء، وذلك أنّ الذين رَوَوا أن العربَ تسمِّي السيفَ مُهنََّداً والفرسَ طِرْفاً هم الذين روَوا أن العربَ تسمِّي المتضادَّين باسم واحد‏.‏ مِنْ كلام العرب اختلافُ اللفظين لاخْتِلاف المَعْنَيَيْن، واختلاف اللفظين والمعنى واحد واتفاق اللفظين، واختلاف المعنيين، فأما اختلاف اللّفظين لاختلاف المعنيين فقولك‏:‏ ذَهَب وجاء وقام وقعد ورجل وفرس ويَدٌ ورِجل‏.‏ وأما اختلافُ اللّفظين والمعنى واحد فقولك‏:‏ ظَنَنت وحسبْتُ وقعَدت وجلست وذِرَاع وسَاعِد وأنف ومَرْسن‏.‏ وأما اتِّفَاقُ اللفظين واختلافُ المعنيين فقولك‏:‏ وَجدت شيئاً إذا أردت وِجْدان الضَّالة ووجَدْت على الرجل من المَوْجدَة ووجدْتُ زيداً كريماً أي علمت‏.‏ تقول العرب الرُّؤبةُ للإِناءِ كالرُّقْعَةِ للثَّوبِ، الدَسَمُ مِن كلِّ ذي دُهْنٍ كالوَدَكِ من كلِّ ذِي شَحْم، العَقَاقِيرُ فيما تُعالجُ بِهِ الأدوية كالتّوابِلِ فيما تُعالجُ بِهِ الأطعمةُ، والأفْوَاهِ فيما يُعالجُ به الطِّيبُ. البذْرُ لِلْحنْطَةِ والشَّعيرِ وسائِر الحبُوبِ كالبزْرِ للرَياحينِ والبقولِ اللّفْحُ مِنَ الحرِّ كالنَّفْحِ مِنَ البَرْدِ. الدَّرَجُ إلى فوْقُ كالدَرَكِ إلى اسْفَلُ، ومنهُ قيلَ: إنّ الجَنَةَ دَرَجَات والنَّارَ دَرَكات. الهَالَةُ للقَمَرِ كالدَّارَةِ للشَمْسِ الغَلَتُ في الحسابِ كالغَلَطِ في الكلام البَشَمُ مِنَ الطَعَام كالبَغَرِ منَ الشَّرَابِ والماء الضًّعْفُ في الجسم كالضَّعْفِ في العَقْلِ وكذلك ضربتُ زيداً. وضربتُ مَثلاً. وضربتُ في الأرض إذا أبعدت وكذلك العين عينُ المال والعين التي يُبصر بها وعينُ الماء والعينُ من السحاب الذي يأتي من قِبَل القِبلة وعين الشيء إذا أردتَ حقيقته وعين الميزان‏.‏ وهذا الضَّرب كثيرٌ جداً. ومنه ما يقعُ على شيئين متضادين كقولهم‏:‏ جَلَل للكبير والصغير وللعظيم أيضاً والجَوْن للأسود والأبيض. وهو في الأسود أكثرُ والقوي للقوي والضعيف والرجاء للرغبة والخوف. وهو أيضاً كثير‏.‏عاد أعرابيّ أعرابياً فقال: بأبي أنت! بلغني أنك مريض، فضاق واللّه عليّ الأمر العريض، وأردت إتيانك فلم يكن بي نهوض؛ فلما حملتني رجلان، وليستا تحملان؛ أتيتك بجرزة شيح ما مسّها عرنين قطّ، فأشممها واذكر نجداً، فهو الشفاء بإذن اللّه. كثيرعزة: ألا تلك عزّة قـــــد أقبلت تقلّــب للبين طرفاً غضيضا تقول مرضت وما عدتنــــا فقلـت لها لا أطيق النهوضا كلانا مريضان في بلدةٍ وكيف يعود مريضٌ مريضا إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae