أحببت أن أتكلم في عمودي هذا الأسبوع عن داء دب وانتشر في الآونة الأخيرة وبدأ الناس يستهينون به ويأخذونه مأخذ الهزل حتى أودى بحياة الكثيرين من القريب أو البعيد سواء بقصد أو دون قصد، فكثيرة هي القصص والمواقف التي تصادفنا بشكل يومي حول هذا الداء وهو «الحسد والعين الحق» التي تتحول من حسد إلى حقد إلى مهلكه.. وكما يعلم الجميع أن هناك علاقة كبيرة بين العين الحق وبين الحسد حيث استعاذ منها رسولنا الكريم وحذرنا منها؛ فأصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها، ويذكر العلماء أن مراتب الحسد أربع وهي: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ولو لم تنتقل للحاسد، والثانية تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها، والثالثة تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت بينهما، والأخيرة حسد الغبطة وهو تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه. أما «العين الحق» فيقول ابن القيم في الزاد «هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطيه تارة». ويقول في كتابه الزاد الجزء الثالث: ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون العائن أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثرون في المعين بالوصف من غير رؤية. والإصابة بالعين إما أن تكون من عين إنسية أو عين من الجن، فالجن يصيبون بالعين كإصابة الإنس أو أشد، ففي سنن النسائي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ وَعيْنِ الإنسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ. وقد قسمت العين الحق إلى أقسام الأولى العين المعجبة الثانية العين الحاسدة والثالثة العين القاتلة عافانا وعافاكم الله لذا لابد من ذكر اسم الله جل جلاه قبل وقوع العين وبغض القلب بقول ( ما شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) وكما قال نبينا الكريم (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق) وقال عليه الصلاة والسلام إنها (تورد الرجل القبر وتدخل الجمل القدر) وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان، ومن عين الإنسان حتى إذا نزلت المعوذتان أخذ بهما، وترك ما سوى ذلك، ومن أعانه الله على تلاوة آية الكرسي وأواخر سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين عند الصباح وفي المساء ثلاث مرات كانت له حرزاً من كل شي. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظنا وإياكم من الحسد والحاسدين . أيا حاسداً لي على نعمتي أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه لأنـك لم ترض لي ما وهب فأخزاك ربي بـأن زادني وسـد عليك وجـوه الطلب مريم الشميلي | Maary191@hotmail.com