أول الغيث قطرة وبداية الموسم جاءت مبشرة، وكانت ليلة تدشين الموسم الجديد، ليلة عيد، كانت أكثر من مباراة كرة قدم وأشبه ما تكون احتفالية، زادها الحضور الجماهيري روعة وجمالية، وتزين ملعب نادي الوصل في زعبيل وارتدى أجمل حلة، فكانت المدرجات كاملة العدد، فقد حضرت الجموع مع الزعيم كعادتها خلف فريقها في كل محفل، كما حضرت جماهير الجزيرة، فقدم الفريقان عرضاً شيقاً ومباراة مثيرة. يقولون دائماً “ختامها مسك”، وفي الحالة التي عايشتها جماهير الكرة في الإمارات ليلة أمس الأول، كانت “بدايتها مسك”، وكيف لا تكون عندما جمعت بين العين والجزيرة، بين بطلي الدوري والكأس في الموسم الماضي، وكأس السوبر ثالثهما، كأنها فاتنة حسناء ترمقهما بعين وتغازلهما، وكلاهما جاء يخطب ودها ويطلب يدها، ومن أجل تلك الكأس كانت المنافسة على أشدها. لم تكن في المباراة أفضلية لفئة على حساب فئة، بل جاءت بين الطرفين متكافئة، هجمة هنا وأخرى هناك، وتألق الحارسان ورفضا أي محاولة لهز الشباك، وكان التعادل هو النتيجة العادلة، ومن أجل فض الاشتباك وفك رموز المعادلة، لم يكن هناك حل سوى اللجوء إلى ضربات الجزاء، فشروط المباراة كانت تشير إلى أنه لا بد من فائز في نهاية اللقاء. وتواصل العرض مع ضربات الحظ، وتواصلت الإثارة، وكان كل فريق يرفض الفوز، وفي الوقت نفسه يرفض الخسارة، وفي النهاية كانت كلمة الفصل عند القائم الأيمن فتدخل ليحسم النتيجة، وكأنه أراد أن يكافئ الحارس العيناوي المتألق داود، فتكفل بالتصدي لركلة الجزراوي سالم مسعود، لتبدأ أفراح كل موسم لدى الأمة العيناوية وهي تستقبل اللقب الجديد، وهذه الجماهير لا تقنع، ومن البطولات لا تشبع، وكلما احتفلت ببطولة قالت هل من مزيد. صافرة بداية الموسم انطلقت من زعبيل، أطلقها علي حمد ومباراة من العيار الثقيل، فمنحتنا مؤشرات مبدئية عامرة بالتفاؤل، عن إثارة قادمة وموسم حافل، ووجه الفريقان إنذاراً شديد اللهجة لبقية الفرق، وبدأها العين كما أنهاها في الموسم الماضي بطلاً على منصات التتويج، وبدأتها جماهير الزعيم وأشعلتها في المدرجات بأساليبها المبتكرة وبالأهازيج. فاز العين ولم يخسر الجزيرة، وتمنيت لو كان لي من الأمر شيئاً، لقسمت الكأس إلى نصفين، ومنحت النصف للجزيرة والنصف للعين، ولكنه الزعيم يرفض التقسيم، وفي دستوره القديم، لا يقبل قسمة بطولاته على اثنين، فشكراً للجزيرة وشكراً للعين، وشكراً لجماهير الفريقين، وشكراً للجنة المحترفين. مسك الختام: أول الغيث قطرة مطر، وعند أهل العين بداية الأمر لقب مبكر وأول الغيث “سوبر” . راشد إبراهيم الزعابي | Rashed.alzaabi@admedia.ae