لم يكن بمقدور فريق أن يفعلها وينتزع السوبر من الجزيرة سوى العين، كما لم يكن بمقدور منافس أن يجعل «مخاض» البطولة صعباً على البنفسج بهذا الشكل سوى الجزيرة بعد أن قدم الفريقان عرضاً «سوبر»، وإن غابت عنه الأهداف حتى الترجيحية إلا أنه جاء مثيراً و«كامل الدسم» .. كانت الفرص فيه أشبه بالأهداف إلا أنها تميزت عنها بهذا الكم من الإثارة والصراخ و«شد الشعر»، من هنا ومن هناك في ديربي اجتمعت له كل عناصر القوة فكان جديراً به أن ينتهي بضربات الترجيح. أهم ما في المباراة أنها كانت عنواناً صريحاً لما هو قادم، ولما في جعبة هذين الفارسين من أوراق ودليلاً على أنهما سيكونا طرفي صراع أصيلين في دوري المحترفين، وما قدماه معاً درسا وإنذارا لكل الفرق وإشعارا بأن السنة الخامسة في دنيا المحترفين ستكون مشتعلة، بعد أن قدم طرفا السوبر مسوغات ذلك من لاعبين وفكر تدريبي وحسن إعداد. يستحق العين التحية على اختياراته من اللاعبين وفي مقدمتهم كريمبو الذي ظهر بمستوى جيد في أول مباراة له، ويملك إمكانيات وموهبة قادرة على تقديم الإضافة لكتيبة البنفسج، وهذا انطباع مبدئي بأن إدارة النادي تتبع السياسة الهادئة في انتقائها للاعبين الأجانب. ويستحق جيان التحية بعد أن قدم أداء “سوبر” أكد به أنه أحد أفضل صفقات دورينا في السنوات الأخيرة حتى أنه بات عيناوياً من “الساس” للرأس، لغيرته الكبيرة على قميص البنفسج، ولا يجب أن ننسى نجم المباراة الأول بلا منازع الحارس الأمين داوود الذي زاد عن مرماه ببسالة لم تقل عن التي أظهرها نظيره الجزراوي علي خصيف. كل ما في المباراة أمس الأول كان بطلاً وكل ما في المباراة كان “سوبر”، ومنحها علامة الامتياز في أن تكون ضربة النهاية والبداية معاً بعد أن قدمها الفريقان، وكأنها مشهد حصاد لابد من قطف ثماره ومشهد بداية تستحق منهما استعراض القوة من أول يوم . حقق العين بالسوبر إنجازاً تفرد به على غيره فبات أول فريق يحصد البطولة مرتين في عمرها القصير الممتد لخمس سنوات، وحقق البطولة 27 ليضيفها إلى خزائنه العامرة ، أما الجزيرة فاستعصت عليه البطولة هذه المرة كما استعصت عليه سابقتها، ولعل خسارته في المرتين بالترجيحية تؤكد أن الفورمولا ليس بالهين وأنه المنافس المثالي لمباراة تاريخية تزداد بوجوده توهجاً وبنجومه إبداعاً. استحقت جماهير العين هذه الفرحة بعد أن واصلت تألقها هي الأخرى لتعود من دبي إلى دار الزين في موكب فرح، وأحسب أن هذا الإصرار الذي رأيناه على وجوه اللاعبين أمس الأول هو أولا من صناعة هؤلاء العشاق، الذين ألهموا نجومهم فامتد الإبداع من المدرجات إلى البساط الأخضر مسطراً ملحمة عيناوية فريدة بإمكانها أن تعيد أيام مجد الزعيم كاملة، محلياً وخارجياً. مبروك للزعيم هذه الافتتاحية السوبر وهذه البطولة التي سيرافقه أريجها في رحلة الموسم الجديد، ومبروك لمجلس إدارته هذه الثمار التي تتوالى، ولجماهيره هذه الفرحة المستحقة وهذا النجاح الذي يترجم الأداء الاستثنائي خلف الفريق. أما الجزيرة فيستحق أيضا التهنئة على ما قدمه من مستوى وليعلم أنه أيضا “سوبر” حتى لو ضنت عليه البطولة مرتين فليس الفوز وحده ما يصنع البطولة أو الفخر. كلمة أخيرة: أروع بطولة .. تلك التي تقتنصها من بطل. محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae