منذ أن تم الإعلان عن التحالف بين طيران الإمارات وشركة الطيران الأسترالية كوانتاس، وأنا أتابع عن كثب أهمية هذا التحالف، لأننا جميعاً نعلم مدى الصعوبات التي تواجه الشركة الأسترالية. ولكن دعونا نستعرض أهمية هذا التحالف لنقف على مدى الفائدة التي ستعود منه، إن هذا التحالف يشمل نقل مركز رحلات الشركة الأسترالية إلى الدول الأوروبية من سنغافورة إلى دبي، وذلك على مدار عشر سنوات هي مدة التحالف، وأيضاً التنسيق في الأسعار والمبيعات، وتقوم الشركة الأسترالية بتسيير طائرات إيه – 380 يومياً من سيدني وملبورن إلى لندن عن طريق دبي. وكذلك سيكون بين شركتي الخطوط 98 خدمة أسبوعياً بين أستراليا ودبي، حيث ستكون الشركة الأسترالية هي الوحيدة المخول لها استخدام المبنى 3 في المطار والمبنى الجديد المخصص لطائرات إيه – 380. وهذه الأرقام التي تم الإعلان عنها، تؤكد أن انتقال المركز الآسيوي لكوانتاس من سنغافورة إلى دبي سوف يضيف أكثر من مليوني مسافر عبر مطارات دبي سنوياً، وهو عدد المسافرين الذين كانت تنقلهم الشركة الأسترالية عبر مركزها في سنغافورة، ويعد ذلك من أهم الفوائد الناجمة عن هذا التحالف. وهذه الاتفاقية، أو التحالف، سوف يغير صناعة الطيران في المنطقة ككل، وسوف تكون العائدات الاقتصادية إيجابية بشكل مباشر على شركة الطيران الأسترالية وطيران الإمارات، وكذلك تنشيط الحركة السياحية التجارية بين الإمارات وأستراليا. هذا فيما يتعلق بالتحالفات، ولكن إذا نظرنا من زاوية أخرى للتخطيط الجيد الذي تقوم به طيران الإمارات نحو وضع خبراتها لدعم صناعة الطيران في المناطق البعيدة أيضاً، فنجد أن طيران الإمارات تساهم بنسبة 65% من الإنفاق المباشر لها بالهند والذي بلغت قيمته 596 مليون دولار في السنة المالية 2010 – 2011 في التركيز على المطارات الصغيرة نسبياً. ما سبق يؤكد دور طيران الإمارات في تعزيز نمو المطارات غير الرئيسية، نظراً لأهميتها من حيث نسبة التدفق عليها، ويؤكد الدور الكبير الذي أصبحت تقوم به طيران الإمارات في صناعة الطيران بالمنطقة كتخطيط جيد ورؤية مستقبلية لإعادة خلق التوازن لهذه الصناعة والعبور بها من كبوتها. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com