كيف كان يفكر المسؤولون في اتحاد الكرة، عندما عرضوا مشاركة منتخب تحت 22 سنة في بطولة غرب آسيا، والتي ستقام في الكويت ديسمبر المقبل؟ وهل كانوا يعلمون في قراره أنفسهم أن اتحاد غرب آسيا لن يوافق على مشاركة هذا المنتخب، وهل ما قام به اتحاد الكرة كان نوعاً من المغامرة، أم أنه كان الاعتذار، ولكن بطريقة لبقة ومبتكرة؟. وحسناً فعل اتحاد غرب آسيا الذي رفض طلب اتحاد الإمارات وأصر على مشاركة المنتخب الأول، على اعتبار أن لجنة التسويق في اتحاد غرب آسيا اشترطت مشاركة المنتخبات الأولى لضمان تسويق الحدث بشكل مناسب، وجذب المزيد من الشركات الراعية للبطولة. وبهذه الطريقة فإن كلا الطرفين أراح وارتاح، فلا ضرر ولا ضرار، رغم أنني لا أعلم ما هو السر وراء الإصرار على إقامة البطولة في منتصف الموسم، وما سيترتب عليه من تبعات وأضرار، ناهيك عن الربكة التي ستصيب المسابقات المحلية في الدول المشاركة. وستتأثر الدول الخليجية المشاركة في الحدث بشكل أكبر على اعتبار أنها ستشارك بعد نهاية البطولة بأيام قليلة في خليجي21، وفي هذه الحالة، فإن مسابقات الدوري في الدول الخليجية المشاركة في بطولة غرب آسيا ستتوقف لمدة لا تقل عن 50 يوماً في أحسن الظروف، وهذا التوقف من شأنه أن يؤثر على برامج الأندية التي ستكون بحاجة إلى فترة إعداد ثانية قبل استئناف المسابقات. ولكن ماذا لو حدث ووافق اتحاد غرب آسيا على مشاركة هذا المنتخب؟، فكيف أقدم المسؤولون في اتحاد الكرة على مثل هذه المغامرة؟، ومن أين كان سيتم توفير اللاعبين لهذا المنتخب؟، وهل كانت أنديتهم ستوافق على التخلي عنهم؟، ومن يستطيع إجبارها على ذلك؟، طالما أنها مرتبطة في الجولات الثلاث الأخيرة من عمر الدور الأول في بطولة الدوري. فهل يعمل اتحاد الكرة في منأى عن هذه الأندية الممثلة في الاتحاد عبر لجنة دوري المحترفين، وهل تم التشاور مع هذه اللجنة قبل أن تتم مخاطبة اتحاد غرب آسيا بخصوص المشاركة في البطولة، أم أن الاتحاد يفكر ويدرس ثم يقرر ويخاطب، وعلى الأندية أن ترضخ لسياسة الأمر الواقع، وتتخلى عن لاعبيها بكل رضا وطيب خاطر. هذه المرة سلمت الجرة، و”عدّت على خير”، واتحاد غرب آسيا عندما استبعد منتخبنا من المشاركة أنقذ الساحة المحلية من لغط كثير وجدل كبير، فمسابقة الدوري أهم بكثير من المشاركة في بطولة، ظاهرها الاحتكاك وباطنها المجاملة فقط لا غير. راشد إبراهيم الزعابي | Rashed.alzaabi@admedia.ae