مضى الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد ورجع الجد والاجتهاد يدب في الصغار والكبار، يسيرون في رحلة الحياة اليومية طالبين العلم والمعرفة. إجازة الصيف كانت ممتعة للبعض، ولمن استغلها بما هو مفيد، والبعض الآخر راحت أيامهم في مهب الريح، لا هم أمضوها بما ينفعهم، ولا هم استغلوها بما يزيد من معارفهم. والواضح أن الجهات الرسمية كانت على أتم الاستعداد لاستقبال العام الجديد وذلك من المؤتمرات واللقاءات التي جمعت أعضاء الهيئة التدريسية والتخطيط والتحضير لما هو آت في هذا العام الجديد، وكل ذلك يصب في تنمية وتطوير العملية التعليمية التي تنعكس بلا شك على مستوى التحصيل الدراسي والمعرفي الذي سيجنيه طلابنا في نهاية المطاف. وبصراحة إن العملية التعليمية شهدت تطورا واضحا وملموسا خلال الفترة الماضية، وكنت مع الشباب في مجلس خلال نهاية الأسبوع، وكان كل واحد منا يسرد معاناته خلال الأسبوع الأول من المدارس مع أبنائه وكيف كان يجول ويصول على المدارس حتى يستقر أبناؤه في المدرسة، وما هي لحظات إلا وجلسنا نسترجع ذكرياتنا حينما كنا طلاب، وكيف أمضينا فترات الدراسة بالجد والاجتهاد، وما لبثنا سوى قليل وبدأت مقارناتنا تشتغل بين أساليب التعليم التي حظينا بها وبالأساليب المتبعة الحديثة التي تمارس الآن للطلاب. وتذكرت وقتها أن اللغة الإنجليزية بدأت معنا في الصف الرابع من المرحلة الابتدائية، وكانت تركز على بعض الحروف والأرقام وكنا وقتها نشعر بصعوبتها وكيف نستطيع تجاوزها لأن الامتحانات الفصلية كانت تبدأ أيضا من الصف الرابع. وسرد واحد من الربع أن اللغة الإنجليزية دخلت المنهاج في زمانهم من الصف السادس، أي الصف الأخير من المرحلة الابتدائية، مستغربا كيف تجاوزنا نحن اللغة حينما كنا في الصف الرابع. وخلال الأسبوع الماضي دخلت ابنتي إلى البيت بعد عودتها من المدرسة، وهي تقول "بنجور" وهي في بداية المرحلة التأسيسية، الآن طلابنا تجاوزوا اللغة الإنجليزية وبدأ المنهاج في بعض المدارس التركيز على اللغات الأجنبية الأخرى كالفرنسية وغيرها.. لإثراء مهارات الطالب في التواصل وفي اللغات المختلفة، معتبرين أن اللغة الإنجليزية سيتم تحصيلها لا محالة، طالما أنهم يتعاملون بها بشكل أساسي في تواصلهم في المدرسة. ولكن علينا أيضا ألا نهمل لغتنا، وأن نوجد أيضا من يقوم بإثرائها والتركيز عليها وتأسيسها في الطلاب منذ نعومة أظفارهم، حتى تكون راسخة قوية بين اللغات الأخرى، وتكون في حياتهم الأولى، ونستطيع أن نمكن أبناءنا من تعلم اللغات المختلفة مع الحفاظ على لغتنا وهويتنا. ولابد من مراعاة ساعات الدوام الدراسي للأطفال إذا كانت تنتهي بعد الثالثة، التي تجعل تركيزهم في الحصص الأخيرة أقل من الساعات الأولى، وينبغي دراسة الأمر حتى تعم الفائدة ولا يتم إهمال جوانب حياتهم الاجتماعية بعد عودتهم من المدرسة. حمد الكعبي | halkaabi@alittihad.ae