هذه هي شيم وقيم وطن الوفاء، لمن أعطى وأجزل العطاء، للذين يشقُّون اليوم حياة جديدة، أو بدأوا حياة جديدة بعد خدمة طويلة للوطن وأهله، وكانت هذه البداية يحسبون لها ألف حساب، وهم الذين اعتادوا الكد والتعب وبذل الغالي والنفيس في سبيل إسعاد أهلهم وأسرهم ووطنهم، فالأمل معهم كتفاً بكتف والمجتمع ينظر إليهم بعين الإكبار والوقار، والوطن يحضنهم بدفء بين ذراعيه والقرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ربان السفينة وقائد المسيرة يقول لجميع هؤلاء إننا معكم قلباً وقالباً وأنتم الذين أضأتم لنا الدروب وأعطيتم جهد عمركم للوطن، فأنتم تسكنون في سويداء القلب وتملؤون الفؤاد، أنتم الحاضرون بفعلكم وإن غبتم عن مواقعكم فلكم فيها البصمات المضيئة، والأبناء الأوفياء الذين يواصلون مسيرة العزة والكرامة لهذا الوطن الوفي لأبنائه ولكل من قدم له خيراً، وعملاً جليلاً.
إن قرار قائد المسيرة برفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين إلى عشرة آلاف درهم يحمل في طياته العديد من المعاني والقيم المعنوية قبل المادية، يحمل في طياته أن القائد لا يغيب عن باله وفكره كل أبناء المجتمع وكل فئاته وأطيافه الشباب والشيب والأطفال والنساء، كل المجتمع، لأنه المرتكز الأساسي والرئيسي للدولة التي نرى اليوم بنيانها يعلو ويشمخ، فالمتقاعدون بخبرتهم وعملهم وانتمائهم هم ركيزة أساسية من ركائز مجتمع الإمارات الوفي، والقيادة بهذا القرار لا تخالف هذه القيم، وهي التي زرعتها في المجتمع منذ نعومة أظفاره، فالإنسان هو الأساس، والمواطن هو اللبنة الرئيسة التي يرتكز عليها بناؤنا العظيم.. ودولتنا الفتية التي تخطو اليوم بتأنٍ واقتدار نحو المستقبل، وهي تستند إلى سواعد أبنائها كل في موقعه.
وقرار صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله”، الذي شمل المتقاعدين الاتحاديين والعسكريين يؤكد أن القيادة حاضرة في قلب المجتمع وتتحدث بضميره وتعبر عن مكنونه، وهي ليست منفصلة أو بعيدة عنه، وقد سبق هذا القرار زيادات في الرواتب للموظفين الاتحاديين تراوحت بين 35% و100%، وذلك هدية من القائد في اليوم الوطني الأربعين للدولة، وجاءت هذه الزيادة لتعبر أيضاً عن حرص القيادة لتوفير كل مقومات الحياة الكريمة لأبناء الوطن، في ظل ارتفاع مستوى المعيشة، والغلاء الذي تشهده السلع الأساسية.
والمتقاعدون بشكل عام جاءتهم زيادة قبل أقل من عامين، وهذه الزيادة التي أقرها قائد المسيرة قد تكون الأكبر من هذه الفئة من المتقاعدين الاتحاديين والعسكريين الذين أفرحتهم هذه الزيادة وملأت قلوبهم بالبشر والسعادة.
هذه هي قيادتنا الرشيدة تقول كل يوم إن المواطن هو الحاضر الأول في القلوب، وهو القيمة الأولى والعليا في الوطن وتوفير الحياة الكريمة المُسندة له هي الشغل الشاغل وتتقدم أولويات القيادة.


m.eisa@alittihad.ae