في البدء التحية للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، لسرعة تفاعلها مع مجريات الأحداث بتغيير موضوع خطبة الجمعة يوم أمس من خطبة عن آداب المساجد الى أخرى بعنوان “إنا كفيناك المستهزئين”، في صورة من صور مواكبة موضوعات خطب الجمعة للواقع، وهو ما جددنا الدعوة له- عبر هذه الزاوية- الأحد الماضي.
جاءت خطبة الأمس تعبيرا عن الغضب العارم الذي اجتاح كل مسلم، إثر بث ذلك الفيلم المسيء للإسلام ونبي الأمة. وفي الوقت ذاته تذكر الخطبة المسلم بكيفية التصدي للذين تطاولوا على رسوله الكريم بالكيفية التي علمهم إياها خاتم الأنبياء والمرسلين، وليس الانتصار له بالعنف والقتل والتخريب والتدمير، كما جرى في بعض الدول الأخرى.
وعبرت كذلك عن المبادئ التي قامت عليها الدولة، وأكد عليها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال لقائه سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن يوم امس الأول بأن “دولة الإمارات العربية المتحدة حاملة لرسالة الاعتدال وتنبذ الإرهاب والتطرف بجميع صوره، وهي التي تحتضن على أرضيها أكثر من 200 جنسية يسود علاقاتهم التسامح والاعتدال”. و”تولي اهتماما كبيرا لحماية واحترام جميع الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية وسلامة معتنقيها واحترام الآخر”.
وقد أدانت دولة الإمارات في بيان رسمي، وخلال لقاء سموه بسفراء الدول الخمس “أحداث العنف الأخيرة التي أدت إلى مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا “ فما جرى ويجري من مظاهر غاضبة في العديد من الدول العربية والإسلامية جاءت- كما أشار سموه- كردة فعل على إنتاج الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، و”التي سيكون لها تأثير على مجموعة واسعة من الأحداث السياسية في المنطقة”.
إن دعوة سموه مجلس الأمن والدول الخمس دائمة العضوية فيه إلى “ضرورة العمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية جميع الأديان من التشهير حتى لا تكرر أعمال العنف والتطرف كردة فعل تشهدها المنطقة”، تعبر عما يختلج في نفس كل مسلم وكل صوت يمثل الحكمة والاعتدال، ويتطلع لأفق تسوده المحبة والوئام والتسامح وحسن التعايش بين أمم الأرض على اختلاف معتقداتها وثقافاتها، بعيدا عن أصوات المتعصبين والمتطرفين من أمثال الذي يقفون وراء انتاج ذلك الفيلم المسيء لنبي الأمة والإسلام والمسلمين، والذين اختاروا توقيت إطلاقه بعناية فائقة ليحقق مراميهم الخبيثة. وفي الوقت ذاته أتاح البعض منا الفرصة لهم- وللأسف- لتصويرنا كما أرادوا بأننا لا نحسن التعبير عن أنفسنا وعن غضبنا إلا بالتدمير وسفك الدماء.
لقد جاء الفيلم المسيء من داخل الولايات المتحدة برعاية ودعم أصوات متطرفة فيها لينسف كل الجهود التي قام بها العرب والمسلمون لمعالجة تداعيات الهجمات الإرهابية التي شهدتها في الحادي عشر من سبتمبر2001، وتصحيح التشويه الذي لحق بصورة الاسلام.
لقد كان هذا الفيلم وردود الفعل التي أعقبته الأكبر بعد قضية الرسوم الدنماركية المسيئة، مما يتطلب حشد الدول العربية والإسلامية مواقفها لاستصدار قرار ملزم من مجلس الأمن يجرم التطاول على الأديان والأنبياء والرسل حتى لا يظل السلام والاستقرار العالمي رهينة فعل متطرف وردة فعل أكثر منه تطرفا.

ali.alamodi@admedia.ae