يقول راشد عيسى لاعب الوصل إنه يفكر في الرحيل من ناديه، نظراً لعدم قيام النادي بتعديل العقد الخاص به، وعلى الرغم من ارتباطه الشديد بقلعة “الفهود” على حد قوله، إلا أنه يبرر لنفسه تلك الرغبة المعلنة والتفكير بجدية في أي عروض قد تصله خلال الفترة المقبلة، طالما أن الجميع يعيش عالم الاحتراف في اللعبة. وأخيراً شهد شاهد من أهلها، وقال ما كنا نحاول قوله سابقاً وأفردنا له الصفحات وآلاف الكلمات والحوارات والتحقيقات ومقالات الرأي، لكنه قالها في كلمات موجزة وبسيطة، فوصلت الفكرة التي نريد توصيلها إلى الشارع الرياضي بكل سهولة ويسر. ليس راشد عيسى وحده، ولكن معظم اللاعبين يفكرون بالطريقة نفسها، وهم هكذا يرون الاحتراف، فهو بالنسبة لهم ليس سوى تلك الأوراق القليلة وملحقاتها والنصوص الموجودة فيها وتحدد الحقوق والواجبات بالنسبة للطرفين، فيفهمون حقوقهم وكأنها واضحة ومكتوبة بلغة عربية سليمة، ولا يفهمون واجباتهم وكأنها غامضة أو مكتوبة باللغة الهيروغليفية القديمة. ثم يأتي هؤلاء اللاعبون فيطالبون أنديتهم بتحمل مسؤولياتها تجاه العقود الخاصة بهم ومراجعتها وتعديلها قدر الإمكان، ولكنهم لربما لم يسألوا أنفسهم ما الذي قدموه لتلك الأندية، ليبرروا تلك المطالبات، وما هي الإنجازات التي حققوها ويستحقون عليها تلك التعديلات. راشد عيسى لاعب واعد بلا شك، ولديه مستقبل مشرق، إذا ما حافظ على نفسه وصقل موهبته بالمزيد من العمل والتدريب الشاق، ولكنه لم يصل بعد إلى ذلك المستوى من النجومية الذي يمنحه حق الاشتراط على النادي والتهديد بالرحيل في حال عدم تنفيذ تلك الشروط. ليس هذا هو الاحتراف، ولكنه أسلوب حياة يجب أن يعيشه اللاعب ويتقمصه من حيث الالتزام بالتمارين، والتبكير في مواعيد النوم، والسير على نظام غذائي معين، والابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير على مستواه سلباً، كما أن اللاعب المحترف مطالب بالتقيد بأقصى درجات الانضباط في السلوكيات والأخلاق وبتطوير مستواه إلى الأفضل من أجل تسويق نفسه بشكل جيد في بورصة اللاعبين. ولكن ما يحدث لدينا فهو على النقيض تماماً، فاللاعب قد لا يحافظ على نفسه أمام مغريات الحياة، وقد يسهر حتى الصباح، وقد يكون مدخناً، وقد يتناول من الطعام ما لذ له وطاب من دون ضوابط أو رقابة ذاتية، وهذا الذي نعلم، أما ما خفي فهو أعظم، ثم يذهب إلى ناديه بكل برود، فيهدد ويتوعد ويزبد ويرعد، ويضع ناديه أمام خيارين، فإما الرحيل أو التعديل في العقد. Rashed.alzaabi@admedia.ae