هدف قلب كل الموازين، وحول مسار الدورة الرباعية من الحسم إلى الغموض، لكن الأهم هو ما فعله بنا وبساحتنا الكروية، وتلك التساؤلات الظاهرة والخفية، فحتى الآن، لا ندري إن كان الهدف الذي أحرزه مارسلينهو وفاز به الشارقة على الشعب صحيحاً أم غير صحيح، وهل قرار عمار الجنيبي حكم المباراة باحتسابه، يستحق النقد أم المديح. كل الرفاق حائرون، ولا يعلمون أين الطريق، ولم يعد سوى أن نستعين بصديق، ليقول لنا أين الحقيقة وسط هذا الكم من الجدل الدائر على مختلف الصعد، وهو جدل لم يمنعه وضوح اللقطة، ويجب ألا يختلف عليه اثنان، لكن ماذا نقول؟، حتى الخبراء والحكماء في المنتديات وعلى الشاشات، انقسموا بين مؤيد للهدف ومعارض له، وبالتالي تفرق دمه بين المختصين والخبراء، ولا سبيل أمامنا سوى أن نجلب «خبيراً أممياً» يفسر لنا الحالة. في الموسمين، الماضي وقبل الماضي، وما سبقهما، لم يتوقف الجدل حول التحكيم والحكام.. التمسنا لهم العذر أحياناً وقسونا عليهم في أحيان أخرى، وتذرعنا دائماً بأن الخطأ من طبائع البشر، وأن الحكام بشر، وتذرعنا كذلك بالأمور التقديرية، ومهما اختلفت وجهات النظر حول القرارات التحكيمية، بما فيها صحة هدف أمس الأول من عدمه، إلا أنه يجب على الحكام أن يدركوا أن مباراة واحدة بالدورة الرباعية تعدل موسماً بأكمله، وأن صافرة واحدة قد تقتل الحلم، فليس بعيداً عن الأذهان ما قامت به هذه الفرق وما تكبدته من ملايين لدعم صفوفها، لبلوغ دوري المحترفين، فقد وصل إجمالي اللاعبين الذين تم التعاقد معهم منذ انتهاء الموسم الماضي في الأندية الأربعة إلى 48 لاعباً، وليس مستساغاً ولا مقبولاً أن تذرو ذلك رياح الخطأ وعدم التقدير. والهدف الشرقاوي أعاد الدورة الرباعية إلى المربع رقم 1 وأبقى كل الحسابات مفتوحة، فلا أحد فوق الهبوط، ولا أحد دون الصعود، بما فيهم فريق الظفرة صاحب النقاط الست، وبما فيهم أيضاً الإمارات صاحب الرصيد الخالي، فقد عدنا تقريباً إلى ما قبل الدورة، وبات بإمكان الفوز أن يفعل الكثير، وأن يدفع بفريق من هوة اليأس إلى قمة الأمل والأحلام، غير أنه وفي كل الأحوال، سيبقى الهدف الأخير غصة في حلوق الشعباوية، وربما في حلوق غيرهم أيضاً، لو تغيرت المعادلات، وكشف الختام عن المفاجآت التي قد تسعد جماهير، وفي الوقت نفسه قد تبكي آخرين. أما من اختلفوا حول الهدف، فلست أدري مبرراً لاختلافهم، وننتظر الكلمة الفصل من بعضم، وقد شاهدت الهدف وما صاحبه مراراً وتكراراً، و كلما استمعت إلى خبير، تشككت في المصير، وأقصد به مصير اللعبة، طالما أن الالتباس قد يصل إلى هذا المدى، وتساءلت: إذا كنا سنختلف بهذه الدرجة وإذا كان اختلافنا سيمتد إلى اللعبة حتى بعد رؤيتها مسجلة، فكيف ستكون حالنا في موسم المحترفين الجديد، ونحن المثقلين بميراث من السخط والغضب على الحكام، ربما لم يسلم منه نادٍ. كلمة أخيرة أعتقد أن الحكام بحاجة إلى جلسة مصارحة قبل أن يبدأ الموسم .. أما الخبراء فعليهم أن يعلموا أن ما يقولون في رصيدهم، زيادة أو نقصاناً mohamed.albade@admedia.ae