يكاد لا يخلو بيت إلا وفيه ولد مشاكس، وقد لا تخلو عائلة في أحد المجتمعات من عقوق أحد أبنائها، بالرغم أنك قد تجد أن تلك العائلة من أفضل العوائل في ذلك المجتمع، وبقية أفرادها قد يكونوا أناسا خيرين وإيجابيين محققين أعلى درجات البر والإحسان لمن أنجبهم واهتم بتربيتهم على مستوى العائلة والمجتمع الذي ينتمون إليها. إلا أن ذلك الولد المشاكس أو الابن العاق، قد تكونت شخصيته نتيجة لعوامل مختلفة، فربما هو يسعى لشد انتباه من حوله بتصرفاته الصبيانية غير المعقولة التي لا يرضى عنها العقلاء، أو بسبب فشل في مجال يعاني منه ذلك الفرد في أحد المجالات. وبصراحة لست متخصصا بالشؤون النفسية، ولكنها مشاهدات ومقارنات بين الواقع الذي نعيشه والمجتمعات الأخرى، وبالواقع فإننا نعيش ولله الحمد، بأحسن الظروف المعيشية سواء بالأساسيات أو حتى في ما تسمى الكماليات، فلا ينقصنا شيء، ولا نسعى إلا للتطوير وتحقيق النجاحات المتلاحقة لذلك الوطن الشامخ بشموخ العز والرخاء. ويحظى كل منا ومن يعيش بيننا برعاية كريمة، ورعاية الأب العطوف على أبنائه، فحياتنا كلها مليئة بالسعادة والفرح والسرور، والرغبة في المزيد من النجاحات المختلفة، وإذا حقق أحد منا نجاحا خاصا له، فرحنا جميعنا به وفخرنا به، ونحتفل به، وكأنه نجاح عام، وإذا حزن أحدنا نحزن معه ونواسيه ونقف جميعنا بجانبه وكأنه حزننا ومصيبتنا، وكل ذلك يدل على الترابط الاجتماعي القوي لمجتمعنا والتماسك والترابط الذي يتحلى به أبناء هذا البلد البارين. وما بدر من تصرفات من تلك الزمرة الفاسدة بالارتباط بالتنظيم خارجي، لا يمثل سوى عقوق أولئك النفر وجحودهم للنعمة التي نعيش فيها، وكما قال صاحب السمو حاكم الشارقة يحفظه الله أن الدولة عاملتهم بمبدأ الأبناء، وذلك لتقويمهم وإعادتهم على الطريق السليم، تحت مظلة وطننا الغالي. نحن هنا في الإمارات نعيش برفاهية تامة غير منقوصة في مختلف المجالات، يحسدنا عليها القاصي والداني، نرى في عيون السياح والزوار نظرات الإعجاب والتقدير لما تم إنجازه، ونسمع من الكثيرين رغبتهم في العيش بعيشة الكرماء التي نعيشها نحن، وأن يحظوا بالفرصة العظيمة والنعمة الوفيرة التي حبانا الله بها في قيادتنا الرشيدة، التي جعلت اهتمامها وجل أولولياتها في شؤون الإنسان وبنائه في مختلف مجالاته، وتحقيق تطلعاته. وكيف لا؟ وبالأمس خير مثال: فحينما فجع سكان مدينة العين بالحوادث المتكررة في صلالة، لم تدخر قيادتنا الرشيدة جهدا فقد همّت لنجدتهم وإرجاعهم لوطنهم، وهذه هي قيادتنا تهتم بالإنسان في حياته وحتى بعد مماته. كلمة أخيرة: مهما قلنا لم نوفكم حقكم علينا، أدامكم الله وسدد خطاكم، فأنتم تاج على رؤوسنا. halkaabi@alittihad.ae