من شاهد المسلسل السوري القديم “صح النوم”، لا بد أنه يتذكر تلك العبارة الشهيرة التي كان يرددها الممثل الراحل نهاد قلعي طوال حلقات المسلسل “إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا، يجب أن نعرف ماذا في البرازيل”، وكانت هذه العبارة ترن دائماً في أذني، غير أنني لم أفهم يوماً معناها، ولا إلى ماذا ترمي؟. واليوم بدأت ملامح الفكرة المراد إيصالها من تلك العبارة تتضح لدي تدريجياً، وتمكنت من تحويرها وإسقاطها على واقعنا الرياضي المحلي، وأقول: “إذا أردنا أن نعرف ماذا سيحدث في دورينا، يجب أن نعرف ماذا حدث في أوروبا”. فالأخبار التي تصلنا من القارة العجوز تقض المضجع، وأصابت أندية القارة الآسيوية بالهلع، ففرقنا ذهبت إلى أوروبا بحثاً عن ظروف مناسبة من أجل الاستعداد للموسم القادم، وهرباً من الأجواء الحارة، ولم يدر في خلدنا وحسب ما وردنا من أنباء متواترة، أنها ستقوم باكتساح الفرق التي ستقابلها في تلك القارة، وستحقق نتائج باهرة وانتصارات ظاهرة، فقد ذهبت من أجل الإعداد، ولكنها عادت من هناك غانمة وظافرة. سمعنا كثيراً بمصطلح “المعسكرات السياحية”، ونقترب من تعريف هذا المصطلح عندما نستمع إلى تلك النتائج الخيالية، فأنديتنا تعاني انفصاماً في الشخصية، فهي تحقق الانتصارات، برباعيات وخماسيات وسداسيات عندما تخوض مبارياتها في المعسكرات، ولكن معظمها يكون بلا حول ولا قوة بمجرد أن يعود إلى الإمارات. ولا تقتصر هذه الظاهرة على أندية المحترفين، ولكنها امتدت إلى الهواة، كلهم يفوزون في أوروبا وكلهم سواء، والغريب أن بعض الجماهير تبتلع الطعم، وتصدق الوهم، وتفرط في التفاؤل بحصاد الموسم، ومنذ اللحظة الأولى في المسابقة ومع توالي الجولات، تتلقى هذه الجماهير الصدمة تلو الصدمة، وتبحث عن أولئك الذين كانوا يروجون لنجاح المعسكر، فلا تسمع منهم أي كلمة. ونحن بطبيعة الحال نود أن نصدق، ولكن هذا ما لا يقبله العقل أو المنطق، فكيف تحقق فرقنا في معسكراتها تلك النتائج المدوية، وتتلقى الهزائم تباعاً في البطولة الآسيوية، وكيف لفريق لا يفوز إلا فيما ندر، وإن فعل، فهو يفوز بفارق هدف أو هدفين على الأكثر، ثم يفوز بالستة على الفرق الأوروبية في المعسكر، نريد أن نصدق، ولكن يرفض المنطق؟. مسك الختام: الموسم هو الامتحان، يكرم الفريق فيه أو يهان، وكلها أيام وسنعرف ماذا سيحدث في دورينا وماذا حدث في أوروبا، فالحقيقة لن تغيب طويلاً وكلها أيام، وسنعلم من الذي استعد جيداً ومن الذي كان يبيعنا الأوهام. Rashed.alzaabi@admedia.ae