كرة القدم هي لعبة الأخطاء ولولا تلك الأخطاء لما كان للعبة مكانتها وقيمتها ولفقدت كل معالم إثارتها التي توجتها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولولا تلك الأخطاء لما شاهدنا الأهداف ولما كانت الفرص ولانتهت كل المباريات بنتيجة سلبية، ولما استمتعنا بجماليات اللعبة التي تقوم على هفوة من هذا وزلة من ذاك، فهذه الأخطاء هي جزء رئيسي من قوانين اللعبة وأسرارها. ولا يوجد من ينتمي إلى عالم المستديرة معصوم من الخطأ، فيخطئ الإداري والمدرب والحكم واللاعب والمهاجم وحارس المرمى، ولن يتوقف الجميع عن ارتكاب الأخطاء، حتى لو كان أفضل مدرب في العالم أو أفضل حكم كان في العالم، وحتى لو كان أفضل حارس مرمى في العالم مثل الإيطالي بوفون بل أن أعجوبة كرة القدم في عصرنا الحديث وأفضل لاعبيها وهو الأرجنتيني ميسي لطالما أخطأ ولسوف يخطئ. وفي مباراة منتخبنا الودية الأخيرة أمام اليابان قدم لاعبونا مباراة كبيرة وتمكنوا من مجاراة “الساموراي” بل والتفوق عليه في أوقات كثيرة من عمر المباراة وكان الجميع بلا استثناء يقدمون أفضل ما لديهم، وإذا كان لي صلاحية اختيار نجم المباراة الأول فهو بالنسبة لي وبلا منازع الحارس المتألق علي خصيف. قدم خصيف مباراة بطولية بكل معنى الكلمة وتمكن من التصدي لأهداف يابانية محققة لم يكن ليلومه عليها أحد لو ولجت الشباك، وبرغم الخطأ الذي وقع فيه عندما خرج للتصدي للكرة العرضية اليابانية في توقيت خاطئ مما نتج عنه هدف المباراة الوحيد للمنتخب الياباني إلا أن هذا لا يمكن أن يكون سببا في التقليل من نجوميته الواضحة وفدائيته الكبيرة في المباراة. علي خصيف الذي تم استدعاؤه في دورة الألعاب الآسيوية في جوانزهو قبل سنتين وساهم في حصول الفريق الأولمبي على ذهبية مستحقة تحولت بسبب سوء الطالع وحاجز الحظ إلى فضية ظالمة، وهو الذي تم استدعاؤه للمشاركة في أولمبياد لندن ليقف أمام نجوم العالم أمثال جيجز وكافاني وسواريز وغيرهم. من لا يخطئ لا يمكن أن يتعلم، وفي مباراة منتخبنا الودية الأخيرة أبدع علي خصيف وتألق وتعملق في أكثر من مناسبة، وأخطأ في واحدة، ولا يجب أن ننظر للخطأ ونتناسى الفائدة، لذا دعوا البطل خصيف يخطئ في تلك المواجهة الودية، فرب ضارة نافعة ولعل ذلك الخطأ يكون خير معلم، فلا يقع فيه مجدداً في المباراة الرسمية. مسك الختام: يقول الروائي الايرلندي أوسكار وايلد: الخبرة بكل بساطة هي المسمى الذي نطلقه على أخطائنا. Rashed.alzaabi@admedia.ae