تابعت بكل اهتمام أغلب التعليقات التي تمت على المواقع الإلكترونية والمدونات، والتعليقات التي وصلتني شخصياً من خلال الاتصال الهاتفي عن مقالي الذي نشر في الأسبوع الماضي تحت عنوان “درس صلاله”، وقد سعدت بكل التعليقات وكانت جميعها إيجابية سواء من انتقد ما جاء بالمقال أو من أشاد به. وأنا أقول إن جميع التعليقات إيجابية لأن فكرة المشاركة والرأي هي أهم عنصر من عناصر نجاح الإعلام السياحي في عمله، وعندما تحدث هذه الحالة من الآراء والمشاركات والمقترحات، نكون بذلك قد تمكنا من توصيل رسالتنا، والتي تهدف دائماً ومنذ أن عملنا في هذا المجال إلى تطوير السياحة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص وتشجيعها وتنمية الوجهات السياحية، خاصه التي لديها مقومات طبيعية أنعم عليها الله بها. وأعتقد أن درس صلاله استفدنا منه جميعاً، من حيث الاهتمام بالتخطيط للرحلة، والتخطيط وتنمية القدرات السياحية بالمنطقة ككل، لأن صلاله هي أقرب وجهة سياحية إلى قلوبنا جميعاً ودورنا جميعاً ممن يعملون في مجال صناعة السياحة من إعلاميين ومطورين ومستثمرين ومسؤولين أن نرصد ونحلل ما وصلنا إليه حالياً لكافة الوجهات السياحية على مستوى الوطن العربي بشكل عام والخليج بشكل خاص، ونعرف أين نحن من المنافسة مع بقية الوجهات السياحية على مستوى العالم. فصناعة السياحة الآن تتطور بشكل كبير كونها أصبحت من أهم مصادر الدخل الاقتصادي، فإذا أردنا أن نشارك في هذه النجاحات، فعلينا أن نرصد ونبرز الإيجابيات والسلبيات ليس للنقد، وإنما للتطوير والنهوض، هذا هو دورنا، وعلينا أن نقوم به بالشكل والأسلوب اللذين يتفقان معنا ويساعداننا على إثبات الذات والمنافسة الحقيقية، وبدون ذلك لن نتمكن من تحقيق أهدافنا والتحديات التي تواجهنا. وإذا نظر البعض فقط إلى المقال من جانب يريده هو واعتبره مقالا للنقد، فأنا أقول إننا جميعاً على طريق واحد، وأول طرق النجاح هو أن ننتقد أنفسنا ليس لمجرد النقد، وإنما لكي نعرف الأسباب التي جعلتنا هكذا، والوسائل التي سوف تساعدنا على تخطي هذه السلبيات. وعندما تحدثنا عن الثقافة المرورية نحن نعلم جيدا أن حوادث الطرق هي قضاء الله وقدره، ودائما ما تكون أسبابها هي خطأ ناتج من أحد أطراف الحادث، وهذا ما أكدنا عليه لأننا جميعاً نعلم أن الالتزام بقواعد وقوانين المرور يعمل على الحد والتقليل من نسبة الحوادث، خاصة الحوادث القاتلة التي يذهب ضحيتها إخوتنا وأحباؤنا. وأعود وأؤكد أن لكل منا دوره في تطوير هذه الصناعة ولا بد من القيام به على أفضل ما يكون ودور المتابعين والقراء هو من أهم الأدوار، لأنها تكون المرآة الحقيقية لنا وتعكس وترصد أيضاً التطور والنهضة الحقيقية، فلنعمل سوياً من أجل تطوير ونهضة السياحة العربية والخليجية بكل طاقتنا، لأنها أصبحت من أهم عوامل النهوض الاقتصادي. وحياكم الله.. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com