أثارتني القضية الأدبية المثارة بين الداعية السعودي عايض القرني، والباحثة الأسرية السعودية سلوى العضيدان، وخلافهما على أسبقية وحق تأليف كتاب، والمشاحنات التي رافقت القضية، حيث اتهمت سلوى بالعلمانية، وتسلق الشهرة، وألف القرني كتاباً أسماه “أشكر حسادك”، وكثر بين الداعية وبين الباحثة الشاكون والشاكرون، لكن مؤخراً صدر حكم اللجنة الذي نصّ على تغريم القرني مبلغ 30 ألف ريال للحق العام، و300 ألف ريال تعويضاً للكاتبة، وسحب كتاب القرني “لا تيأس” من الأسواق، ومنعه من التداول بشكل رسمي في السعودية.. القرني بعد أن ترك الدعوة، وتفرغ للكتابة والإعلام، أصبح الأكثر مشاهدة، وغدت كتبه مثل “ثلاثون سبباً للسعادة” و”حدائق البهجة” و”مفتاح النجاح”، من أكثر الكتب العربية مبيعاً، وحقق كتاب “لا تحزن” الذي يقول عنه القرني: إنه استغرق 3 سنوات في تأليفه، وفيه اعتمد على 200 مرجع، وفي تصريح آخر له يقول: 300 مرجع مثبتة في الكتاب، وأنه قرأ كتاب “دع القلق، وابدأ الحياة” 13 مرة، لكنه لم يضمن كتابه منه إلا صفحة واحدة أو صفحة ونصف الصفحة، وسجل رقماً قياسياً، حيث وصلت نسخه المباعة إلى مليوني نسخة مصرح بها، ويشكل مردوداً وصل إلى مائة مليون ريال، بواقع 50 ريالاً للنسخة، الأمر الذي حدا بالداعية أن يؤسس شركة باسم الكتاب، وسماها “لا تحزن” شريكة مع الناشر في جني الأرباح، ولنعد بالقصة من بدايتها، الكاتبة سلوى العضيدان تقول إن كتاب القرني “لا تيأس” هو كتابها بنسبة 90 في المائة، والذي ألفته قبل القرني بأربع سنوات، وأهدته نسخة منه، وشكرها عليه، وطبعته في 14 سبتمبر 2007 وعنونته بـ”هكذا هزموا اليأس”، وكتاب القرني “لا تيأس” طبعه 2011، لكن في الوسط ظهر كاتب سعودي آخر هو أحمد سالم بادويلان مدعياً أنه صاحب الحق الأول؛ لأنه نشر كتابه “لا تيأس” قبلهما، في عام 2000، وبلغت طبعاته حتى الآن خمس طبعات، والحقيقة الغائبة أو المغيبة أن الجميع نحلوا، ونخلوا كتب الكاتب الأميركي “ديل كارينجيDale Carnegie” مثل كتاب “كيف تؤثر في الناس وتكسب الأصدقاء؟How to Win” Friends and Infl ence People” الذي ترجم إلى لغات العالم، وبيع منه أكثر من 16 مليون نسخة، وكتابه الأشهر عالمياً “دع القلق وابدأ الحياةHow to Stop Worrying and Start Living‏” الذي نشره للمرة الأولى في بريطانيا عام 1948، وتتابعت طبعاته وتنوعت ترجماته إلى 59 لغة، ليكون الأكثر مبيعاً في العالم - 30 مليون نسخة- وقد استغرق تأليفه 6 سنوات، هذا الكاتب والباحث في علم النفس والذي أسعد الكثير من الناس ولد عام 1888 وتوفي عام 1955، بعد أن أصيب بسرطان الدم، لكن بعض الدراسات تميل إلى أنه أنهى حياته بالانتحار بعد أن تمكن منه القلق واليأس، ولم يعد مجال للحياة! ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com