ما الذي جرى؟ وماذا تغير يا ترى؟ فهل يعقل أن تقوم أربعة أندية بتبديل جلودها كاملة لترتدي جلوداً أخرى؟ وهل من الطبيعي أن تقوم أندية الشارقة والإمارات والشعب والظفرة، بالتعاقد مع 48 لاعباً جديداً من أجل المشاركة في دورة رباعية يتأهل منها فريقان إلى دوري المحترفين؟ وهذا العدد من الصفقات، يفوق ما قامت به الأندية الـ 12 المشاركة في دوري المحترفين من تعاقدات. أين ذهب اللاعبون الذين تمت الاستعاضة عنهم بهذا العدد؟ ومن أين أتى اللاعبون الجدد؟ وهل كرة الإمارات لديها تلك الوفرة من اللاعبين، حتى ينتقل 48 لاعباً من أنديتهم إلى أربعة أندية فقط في غمضة عين؟ تعلمنا من كرة القدم ومن خلال الفترة الطويلة التي قضيناها كمتابعين، ومن خلال الخبرة المتواضعة التي تكونت لدينا خلال هذه السنين، أن النادي يقوم بتدعيم صفوفه في المراكز التي يعاني من النقص فيها، والكم ليس مهماً ولكن المهم الكيف، إلا إذا كانت هذه الصفقات ضمن عروض الصيف، وكما نسمع في الإعلانات التجارية أحياناً، اشتر اثنين واحصل على الثالث مجاناً. أتابع كرة القدم منذ أكثر من 25 عاماً، وأدعي أنني مطلع جيد على أحوالها في مختلف دول العالم، ومع ذلك لم أشاهد مثل هذا، فبالأمس القريب كنا ننادي بفتح باب الانتقالات وعندما ينتقل لاعب ما من ناد إلى آخر كانت تقام الأفراح والليالي الملاح، ويصبح هذا الانتقال حديث الناس طوال الليل حتى أولى ساعات الصباح. وبعد أن تحولنا إلى الاحتراف تم فتح باب الانتقالات واصبح أمرا عادياً ومتكرراً في كل موسم، ولكن اليوم أقولها بقليل من التفاؤل وبكم هائل من التشاؤم، إن باب الانتقالات بات مفتوحاً على مصراعيه أكثر من اللازم، فهذه الأندية لم تظهر من العدم، ولم تشهر في هذا الموسم، بل كان لديها فرق في كرة القدم، نعم كانت تعاني الكثير من المشاكل، ولكنها في أسوأ الأحوال لا يمكن أن ترقى إلى درجة التعاقد مع فريق كامل. سمعتم كثيراً بمصطلح الفوضى الخلاقة، وسوف يتاح لكم التعرف على معناه الحقيقي على أرض الواقع، وهذه التعاقدات مع هذا الحد من اللاعبين في أربعة فرق فقط، يمكن تصنيفه تحت بند هذه الفوضى بالضبط، وهي فوضى ستكون خلاقة بالنسبة لناديين، سيتأهلان إلى دوري المحترفين، ليس بالضرورة لأنهما قاما بعمل أكثر جودة من الآخرين، ولكن ربما كان لهم من الحظ نصيب وإشراقة، وكانت محصلة الفوضى التي قاما بها بالفعل خلاقة. Rashed.alzaabi@admedia.ae