كل موسم وأنتم بخير .. كل صباح وأنتم بخير، لم تطل الغيبة كما تظنون، فنحن سوياً حتى وإن لم نلتق في هذه الزاوية الضيقة .. فما بيننا صار واحة في اتساع الصدور وبراح الأفكار وفي مدى الرؤى، ما بيننا تجاوز حدود موعد نلتقي فيه كل صباح، فصار على مدار الأيام بليلها ونهارها، والسبب أن الكاتب امتداد لقارئه والعكس .. لقد توحدنا حين كتبت وحين منّ علي القدر، فمنحني هدية من يقرأ لي. نعود للقاء مجدداً في انطلاقة موسم جديد، وبعد أيام مباركات ظللتنا وعطرتنا في الفترة السابقة، فقضينا رمضان في رحاب الذكر والطاعات وأنوار المودة والرحمة، لتسلمنا إلى العيد ببهجته وأيامه الملونة بلون الماضي، تتفجر أفراحاً بريئة وليالي بطعم الطفولة. اليوم نعود لنستهل موسماً رياضياً لم ينقطع، فمنذ أن أسدل ستار الدوري والأحداث تتدافع، سواء داخل الحدود أو خارجها، والفعاليات تسلم كل منها الراية للتي تليها، والأشخاص تنسج تفاصيل حكايات أكثر إثارة من البطولات، وأنباء الرحيل والقدوم وصفقات الأندية تعلن طبول الحرب الكروية في جولة جديدة نستعد لها نحن أيضاً على طريقتنا. اليوم تتبدل الحال، وبعد فترة البيات الصيفي التي قضاها كل منا كما خطط لها، نعود لنكتب جميعاً سطوراً جديدة في كتاب الحياة.. كل منا يكتب حتى من يقرأون وحتى من يفضلون الصمت .. كلنا نكتب ونشكل ملامح موسم جديد في زمن جديد بات أكثر صخباً، وأكثر تشابكاً وبات أيضاً أكثر سخونة. كالعادة، وفي مستهل الرحلة كل عام نطلب منكم أن” تربطوا الأحزمة”، مؤملين أن يكون الموسم كما نستشرف ملامحه، وأن تكون بضاعتنا التي أعددناها لكم هي ما تنشدون من سوق الأماني البسيطة والتلقائية، لأننا مؤمنون بحقكم في أن تعرفوا، وأيضاً في أن تسعدوا. اليوم نجدد معكم عهدنا من جديد بأن نظل صوتكم وأعينكم وأن أمكن أفكاركم .. فلولاكم ما كان لرسالتنا معنى ولا لأقلامنا حبر ولا لأوراقنا سطور .. لولاكم ما كانت هذه الجلبة ولا هذا الصراع الشرس والمتنامي بين وسائل الإعلام بمختلف أشكالها من أجل أن تصل إليكم وتحوز رضاكم. نجدد العهد معكم، متسلحين بميراث طويل من الحب المشترك بيننا وبينكم، ورصيد من المصداقية وأوسمة من الجوائز الخليجية والعربية والآسيوية، حزناها لأنكم من أراد ومن اختار ومن دعم ورفعنا حتى عنان السماء. في مستهل موسم جديد، ليس لدينا ما نعد به سوى المزيد من الحب والمزيد من العمل، وكل المصداقية ليبقى الرصيد بيننا ويزداد. كلمة أخيرة الرضا غاية المحبين ونحن غايتنا رضاكم mohamed.albade@admedia.ae