من الأخطاء الشائعة قولهم: استعديت للأمر استعداداً جيداً، وموضع الخطأ في هذه العبارة في كلمة (استعديت)، والصواب أن نقول “استعدَدْت” لأن الفعل (استعدَّ) فيه دالان (أولهما مدغمة في الثانية)، وعندما نضطر ونفك الإدغام في (استعددت) لا يتغير شيء من الحروف، إنما في “استعدَّ” الدال الأولى ساكنة والثانية مفتوحة (دّ= دْدَ) وفي “استعدَدْت” دالان الأولى مفتوحة والثانية ساكنة (دَدْ) “استعدَدْت” لذلك قلنا إن الصواب أن يقال (استعدَدْت للأمر) لا (استعدّيْت) وهذا الخطأ يرد في الأفعال التي فيها إدغام (حرفين متماثلين) مثل (مدَّ، ردّ، شدّ، عدّ) فنقول “مَدَدْتُ يدي” وليس “مديت يدي” و”رَدَدْت على الهاتف”، وليس “رديت على فلان” و”شددت على يده” وليس “شدّيت على يده” وعدَدْت الأمر هينا وليس عدّيت. يقال في المثل في البطش “أَبْطَشُ من دَوْسَرَ” ودوسر إحدى كتائب النعمان بن المنذر ملك العرب، وكانت له خمس كتائب، الرهائن، والصنائع، والوضائع، والأشاهب، ودوسر. أما الرهائن: فإنهم كانوا خمسمائة رجل رهائن قبائل العرب، يقيمون على باب الملك سنة ثم يجيء بدلهم خمسمائة أخرى، وينصرف أولئك إلى أحيائهم. فكان الملك يغزو بهم وبوَجْههم في أموره. وأما الصنائع فبنوا قيس وبنو تيم اللّات ابني ثعلبة، وكانوا خواصّ الملك لا يبرحون بابه. وأما الوضائع، فإنهم كانوا ألف رجل من الفرس يضعهم ملك الملوك بالحيرة نجدة لملك العرب، وكانوا أيضاً يقيمون سنة ثم يأتي بدلهم ألف رجل، وينصرف أولئك. وأما الأشاهب، فإخوة ملك العرب وبنو عمه ومَن يتبعهم من أعوانهم. وسمُّوا الأشاهب لأنهم كانوا بيض الوجوه. وأما الدوسر، فإنها كانت أخشن كتائبُه وأشدّها بطشاً ونكاية، وكانوا من كل قبائل العرب، وأكثرهم من ربيعة. سُمّيت دوسر اشتقاقاً من الدَّسْر، وهو الطعن بالثقل، لثقل وطأتها، قال الشاعر: ضربتُ دَوْسرُ فيهم ضربةٌ أثبتتْ أوتادَ مُلْكٍ فاستقرّ وكان ملك العرب عند رأس كل سنة - وذلك أيام الربيع - يأتيه وجوه العرب وأصحاب الرهائن، وقد صَيّر لهم أكلاً عنده، وهم ذوو الآكال، فيقيمون عنده شهراً، ويأخذون آكالهم، ويبدِّلون رهائنهم، وينصرفون إلى أحيائهم. حمد بن خليفة أبو شهاب: ما حقــق الأمــن إلا العدل في الأمـم ولا الســلام ســوى الموفين بالذمـمِ الناطقــين بمــا تمـــلي ضـــمائرهـم دون انحـياز لذي بطــش وذي نقــمِ يوازنــون إذا قـــالوا... وإن حكمـــوا فبالعـــــدالة لا بالـــــزور والتهـــــمِ قــل للقـــــوي طـــــالت أظــــافـره في النــاس إن دوام الحــال لم يـــدمِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae