عاد الدوري، لكنه لم يعد بجديد، وأقصد أن الفوارق بقيت كما هي، وكأن المسابقة لم تتوقف، وكأن الأندية جمدت نفسها طوال تلك الفترة في «ثلاجة» في انتظار أن تخرج لتستعيد ذاكرتها التي أنهت بها الدور الأول، في الوقت الذي توقع فيه كثيرون أن الأندية ستستفيد من دروس الدور الأول وستلبس أثواباً جديدة، لكن الأمور بقيت على حالها، فأصحاب اللون الزاهي ازدادوا لمعاناً، والقانعون حافظوا على قناعاتهم، والمحاربون في معركة البقاء استأنفوا الحرب. رغم غياب جيان، تفوق العين على عجمان برباعية، ورفع الفارق بينه وأقرب منافسيه، وهو فريق الجزيرة، إلى تسع نقاط، هي كثيرة بحسابات ما مضى، لكنها قليلة بحساب القادم، فهي تساوي ثلاث مباريات، لكن الحال تبدو أنها ليست كذلك، وأنه ليس بتلك البساطة مع فريق كالعين، يتفوق في كل الأحوال ولا يتوقف على لاعب واحد، فإن غاب جيان، فها هو هلال سعيد، يضيء ساحة الزعيم ويؤدي أجمل أدواره بوصفه مهاجماً ثانياً وصانع ألعاب فذاً، ويبقى جمال الرباعية العيناوية في دلالاتها أكثر من كونها منحت الفريق فوزاً سهلاً. في المقابل، وضح أنه لا شيء قد تغير في عجمان، فمشكلته ذاتها، كامنة في الهجوم، الذي بدا بلا حول ولا قوة، كما بدا أنه ظل نائماً طوال فترة التوقف، ليعود كما أنهى الحصة الأولى، في انتظار «الفرج» أو ضربة حظ. وفي مباراة القمة بين الجزيرة والأهلي، بدا أن الفريقين أيضاً لم يتغيرا كثيراً، حتى ولو كانا قويين، لكنها ليست القوة القادرة على أن تمنح أحدهما أفضلية كبرى، تمكنه من اجتياز اختبار صعب، وربما كان المكسب الأبرز في «الفرسان»، هو القادم الجديد كواريزما، وفي الجزيرة، فرنادينيهو الذي تحدى الانتقادات الكثيرة التي طالته وظهر نجماً للمباراة، وبعيداً عن ذلك، كان العين هو المستفيد الأكبر منهما، فمنحا الزعيم نقطتين إضافيتين، ليحصد من جولة العودة خمس نقاط كاملة، دفعت بعض لاعبي الجزيرة إلى تصريح غير مقبول مؤداه أن الأمور انتهت للعين، ومثل هذا التصريح كفيل بأن ينبئ أنه لم يعد لديهم جديد، وما كان عليهم أن يسربوا الإحباط لجماهيرهم بتلك الصورة. ولا يزال الشباب يسير على نسق طيب، ويمضي للأمام بفوز مستحق على الوحدة، لكن الجميل في الشباب، كان إدجار، الذي أثبت أن رهان الإدارة عليه لم يخب، فرغم سيل الانتقادات آتى الصبر ثماره، ولم يعد الشباب فريق سياو، لكنه الشباب. أما الوحدة، فبقي على حاله، وكأن الدور الأول لم ينته بعد، وحتى الأخطاء هي ذاتها تتكرر، وإن أردتم دليلاً على ذلك، فكفاكم خالد جلال، فقد حصل على إنذار ثان لا داعي له على الإطلاق، وهو سيناريو مدخر من الدور الأول بالسيناريو نفسه تقريباً. ولم يخرج بني ياس واتحاد كلباء عن الدرب ذاته، فالسماوي لا يزال يمضي، ولا يزال سانجاهور لديه الكلمة الفاصلة، ومعه نيكولاس كارل، ووصل الفريق إلى 28 نقطة، أما اتحاد كلباء، فتكفي النقاط السبع للتدليل على واقعه الحزين. وأخيراً وعن النصر والوصل، فقد حقق الأزرق فوزاً أراده، حتى لو لم تظهر فيه ملامح التغيير، أما الوصل فمن كثرة أخطائه، لم يعد فيه شيء مضيء سوى جمهوره الذي يصر عليه رغم المآسي والأحزان. كلمة أخيرة: عندما لا يكون لديك جديد .. لا تنتظر وضعاً أفضل مما أنت فيه mohamed.albade@admedia.ae