قيل حِلْمك على السفيه يكثر أنصارك عليه‏،‏ وقال الأحنف‏:‏ مَن لم يصبر على كلمة سَمِع كلمات‏.‏ وقال‏:‏ رب غَيْظ تجرعته مخافةَ ما هو أشدُّ منه. وأسمع رجلٌ عمر بن عبد العَزيز بعضَ ما يَكْره فقال: لا عليك إنّما أردتَ أن يَسْتِفزَّني الشيطانُ بعزة السلطان فأنال منك اليوم ما تنالُه مني غداً، انصرفْ إذا شئت‏.‏ قال الأصمعي : كان يقال : لا يجتمع عشرة إلاّ وفيهم مقاتل أو أكثر، ويجتمع ألف ليس فيهم حليم. كان يقال: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة حليم من سفيه، وبر من فاجر، وشريف من دنيء. وأحسن بيْت في الحِلْم قولُ كَعْب بنِ زُهير‏:‏ إذا أنت لم تُعْرِض عن الجهل والخَنَى أصبتَ حَليماً أو أصابـــــك جاهـــلُ وقال الأحنفُ آفةُ الحِلْم الذّلّ‏.‏ وقال لا حِلْم لمَن لا سَفِيه له‏.‏ وقال‏:‏ ما قلَّ سُفهاء قَوْم إلا ذَلْوا‏.‏ وقال النَابغة الجعديّ‏:‏ ولا خير في حِلْمٍ إذا لم تَكُنْ لـــه بَوادرُ تَحُمِي صَفْوَه أن يُكَدَرَا ‏ ولا خَير في جَهْل إذا لم يَكُن له حَلِيم إذا ما أَوْرد الأمر أصْدرا «ولمّا أنشدَ هذين البيتين للنبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا يَفْضُض اللهّ فاك» قال: «فعاش مائة وثلاثين سنةً لم تَنْغَضْ له ثَنيَّة»‏.‏ وقالوا‏:‏ لا يَظهر الحِلْم إلاِّ مع الانتصار كما لا يَظهر العَفو إلاّ مع الاقْتدار‏.‏ وقال الأصمعيّ‏:‏ سمعتُ أعرابيَّاً يقول‏:‏ كَان سِنانُ بن أبي حارثة أحلمَ من فَرْخ الطائر قلت‏:‏ وما حِلْم فرخ الطائر قال‏:‏ إنّه يخرج من بَيْضة في رأس نِيق ولا يتحوَل حتى يتوفّر ريشه ويَقْوى على الطيران‏.‏ ‏وقيل: وفي اللّين ضَعْفٌ والشَّراسة هَيْبــةٌ ومَن لا يُهَب يُحْمَل على مَرْكب وَعْرِ وللفقر خيرٌ مــــن غِنى في دَنَــــاءَةً ولَلْمـَوتُ خيرٌ من حيـــاة على صُغر وما كـُلَّ حين يَنْفع الْحِلْــــــمُ أَهْلَه ولا كُلَّ حالٍ يَقْبُح الْجَهـــلُ بالصَّبر ابن عائشة :‏ لَنْ يدْرِك المجدَ أقوامٌ وإن كَرُمـــوِا حتى يَذِلـــُوا وإن عـــَزُوا لأقــوام ويُشْتَموا فترَى الألـــوانَ كَــــاسفةَ لا ذلَ عَجـــْزٍ ولكـــنْ ذُلِّ أحــــْلام وإن دعــــا الجـــار لبوا عند دعوته في النائبات بـــــــإسراج وإلجـــام مستلئمين، لهــــم عند الوغى زجلٌ كـــــــأن أسيافهم أغريــــن بالهام Esmaiel.Hasan@admedia.ae