تحدثنا في الأسابيع الماضية عن صناعة الطيران والطفرة التي ننتظرها جميعاً بدخولنا عالم تصنيع الطائرات، والذي سيضعنا في مصاف الدول الكبرى في هذه الصناعة، ولكننا عندما نتحدث عن صناعة الطيران، فلابد أن نتحدث عن مكملاتها، أو بالأحرى الصناعات الأساسية التي تعتمد عليها والتي تعطي مساحة كبيرة لتطور صناعة الطيران، وهي صناعة المطارات، فهي من أهم الصناعات الحالية والتي ينعكس تطورها على صناعة الطائرات، لأن حجم الطائرة وسرعتها يرتبطان دائماً بمكان الإقلاع والهبوط، وهو ما يرجع إلى مواصفات فنية خاصة بطول الممرات وأمور أخرى كثيرة يعلمها المتخصصون في هذا المجال. وكما كان لنا تاريخ في صناعة السياحة بعناصرها كافة، فإن لنا تاريخاً وتطوراً كبيراً في صناعة المطارات، وبالتأكيد الجميع يشهد على أنه أصبح الآن لدينا أكثر من مطار دولي يتنافس مع أكبر المطارات العالمية من حيث الإمكانات وسعة الاستيعاب والتكنولوجيا الملحقة به. وإذا تحدثنا عن واحد من هذه المطارات التي شهدت تطوراً كبيراً خلال سنوات قصيرة شهد له العالم أجمع على التطور، ومواكبة التحديث والتكنولوجيا التشغيلية لأرقى المطارات العالمية، وهو مطار دبي الدولي، والذي شهد على مدار العقود الأخيرة تطوراً ملموساً، فعندما بدأ تاريخ الطيران المدني في دبي عام 1937 كانت هناك قاعدة جوية فقط تعمل بنظام التأجير، وكانت رحلات شركات الطيران لا تتجاوز مرة في الأسبوع نحو الشرق إلى كراتشي ونحو الغرب إلى بريطانيا، وفي طريقها كانت تعرج على الاسكندرية في مصر، حتى تطورت في بداية 1938 لتصبح أربع رحلات في الأسبوع. وفي نهاية 1944 بلغ عدد الرحلات ثماني رحلات في الأسبوع، ثم جاء عام 1959 يحمل معه طفرة كبرى وعلامة من علامات التطور، وهي أمر المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي وقتها، بالبدء بتصميم مطار مدني وبنائه وتجهيزه، وكانت المرحلة الأولى فيه عبارة عن مدرج من الرمال، وكان من ضمن أهم النقاط التي تمت مراعاتها أن المشروع قابل للتوسعة مستقبلاً، وكانت مساحة المطار في ذلك الوقت ميلين ويتوسط دبي، وقد شهد مطار دبي عام 1960 الافتتاح الرسمي له، والذي كانت ساعات العمل تقتصرعلى ست ساعات يومياً زادت إلى اثتني عشرة ساعة، والذي تطور حتى أصبح على مدار الساعة يومياً. وشهدت فترة الستينيات والسبعينيات تطوراً كبيراً في البنية التحتية لمطار دبي، ساعدت في إحداث التوسعات المتلاحقة عقب ذلك، حتى وصل مطار دبي حالياً لإمكانيه استيعاب أكثر من مائة طائرة تتوجه إلى أكثر من 140 دولة، بالإضافة إلى ملايين المسافرين الذين يقومون باستخدام المطار أثناء عمليات السفر والوصول، أو المرور به في حالات الترانزيت. وكان للتخطيط الجيد والرؤية المستقبلية أكبر الأثر على أن يكون مطار دبي حالياً من أفضل مطارات الشرق الأوسط والمنطقة ككل، بالإضافة الى التطور المستمر، والذي سوف نشهده خلال السنوات القليلة القادمة، والذي تناولناه من قبل حول افتتاح صالة طيران الإمارات الجديدة، والتي سوف تزيد سعة الاستيعاب للمطار بشكل كبير، هذا بالإضافة للتطور التكنولوجي في تقديم الخدمات للمسافرين والعابرين، وتسهيل كافة الأمور عليهم، وتوفير كافة وسائل الراحة لهم، ونحن نتطلع دائماً لأن نكون في المراتب الأولى في هذا المجال. وحياكم الله.. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com