وتمضي الأيام والسنون، وإذا بالشجرة قد ربت ونمت وأينعت قطافاً طيباً مباركاً، رويت بالعمل والإخلاص والبذل، لتشمخ اليوم وهي تلج عامها الخامس والأربعين صرحاً بهياً متألقاً، يضوع أريجاً وينثر حباً وعطاء. صرح صحيفة “الاتحاد” التي نتشرف بالانتماء لها، كانت دوماً نبضاً للوطن منذ أن كان حلماً يخفق بين الأضلع وفجراً ينبلج نوراً وضياءً، تحمل اسماً غالياً في معانيه ودلالاته أطلقه عليها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. تشرفت “الاتحاد” بمواكبة إرهاصات ولادة الحلم لحظة بلحظة حتى انبجس من صخور التحديات اتحاد الإمارات، لتبحر مبشرة برسالة الدولة الاتحادية الوليدة التي حرصت قيادتها على توفير كل الإمكانات للوصول بالتنمية ومظاهر التنمية في كل بقعة من بقاع الإمارات. وحظيت الصحيفة منذ بواكير التأسيس وعلى امتداد مسيرتها برعاية قادة وطن الخير، تحلق في سمائه بالكلمة الصادقة المسؤولة وبمهنية رفيعة، تواكب دوماً جديد الساحة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتوظف أحدث تقنيات العصر لخدمة القارئ الشريك الأول والأهم في رحلة نجاح “الاتحاد” وما وصلت إليه اليوم من مكانة ساطعة مرموقة في علياء الكلمة الصادقة، وخدمة الحقيقة بسعي مستمر ودأب لا يفتر، في عالم متغير ومتجدد مهنياً وتقنياً. وسخرت تحديات الإعلام الجديد لصالح ترسيخ وتعزيز تجربتها في خدمة قارئ تنفتح أمامه منصات ومنافذ غير مسبوقة للمعلومة والخبر. تشرفت بمتابعة رحلة “الاتحاد” الناجحة بفخر واعتزاز قبل أن أصبح جزءاً منها، فقد تابعتها فتى في سبعينيات القرن الماضي عندما كانت تتبع وزارة الإعلام في شقة صغيرة على شارع المطار بالعاصمة قبل أن تنتقل إلى “كرافانات” خشبية وقد أصبحت مؤسسة مستقلة في موقع يستخدم حالياً كمواقف لنادي الجزيرة، ومنه لمبناها الحالي وقد تحولت لشركة أبوظبي للإعلام مع بقية المطبوعات الشقيقة للشركة، مروراً بمرحلة “الإمارات للإعلام” في رحلة جد واجتهاد وتطوير مستمر، لتمثل إضافة نوعية في صناعة الإعلام. وعلى امتداد التجربة يُسجل لصحيفة “الاتحاد” مواكبة نبض الوطن وأبنائه والتعبير عن تطلعاته ومكتسباته وتبني قضاياه بالنقد البناء والكلمة الصادقة المسؤولة، ومرآة لنهج الإمارات وإعلامها الحريص دوماً على وحدة الصف وتعزيز العرى والروابط، وعدم الانجرار للمهاترات والارتقاء بالعمل الإعلامي الهادف ورسالته السامية. وقد كان لأداء الفريق الواحد الذي يميز إيقاع العمل في “الاتحاد” دوره في غرس روح الانتماء للاسم الغالي الذي تحمل والتعامل معه كالبيت الكبير للأسرة الواحدة لتحقيق النجاح والتميز في رحلة إبداع متصلة، لنقل الحقيقة والخبر والمعلومة لقارئ يستحق دوماً الأفضل. وفي مناسبة عطرة، ونحن نحتفل بمرور 44 عاماً على صدور”الاتحاد” يستذكر المرء بكثير من الإعزاز والتقدير رجالات من وطن العطاء وأشقاء لهم من دول عربية عدة أسهموا بإخلاص وتفان في مسيرة “الاتحاد” نحو التميز والصدارة، من رؤساء ومديري تحرير وكتاب وصحفيين وفنيين، كل كانت له بصمته، وجعلوا من “الاتحاد” مدرسة في إعداد أجيال من الكوادر المحلية، تسهم اليوم في مواصلة مسيرة الصحيفة، شعارهم دائماً بالعمل نكبر ومعاً نبدع، لتكون “الاتحاد” بمستوى ثقة قارئ وفي ينتظرها مع إشراقة صباح كل يوم في إمارات الخير والمحبة، في وعد وعهد يتجدد. ali.alamodi@admedia.ae