يحاول بعض الشوفينيين، والمعتصمين بحبل الأراجيح المهترئة، أن يخرجوا عن النص العراقي وأن يحدفوا ويحرفوا، ويجرفوا ويقذفوا، ويحذفوا هذا البلد العريق من نصه العربي، فينتهزوا بسوء نية أي مناسبة حتى وإن كانت رياضية، ليسيئوا إلى تاريخ العراق، ومن ثم إلى أجمل البلدان وأنبلها – الإمارات – هذا البلد الوحيد في العالم، الذي يمد اليد لشعوب العالم قاطبة، بأجندة الحب والوفاء للإنسانية، والسعي قدماً لتأسيس كوكب الحب، معمراً القلوب بعشب التصالح مع النفس، ثم بناء القواسم المشتركة مع الآخر.
نشعر بالأسى عندما تخرق آذاننا أصوات نشاز، تخرج من بلد عربي عزيز علينا، بلد علَّم العالم التشريعات والقوانين في التعامل البشري، بلد نهل من أضلاع الفكر شرقاً وغرباً، وامتد شراعه على مدى قرون، واليوم تتقرح بعض الحناجر الموبوءة بأنفلونزا الأنانية الضيقة، فتتمرغ في أتون ألفاظ بذيئة وشتائم ذميمة، متظلمة من أوهام عشَّشت في أذهانها، حتى صارت حملاً كاذباً، اليوم يحاول البعض تفريغ شحنات عدوانية تجاه أعز بلد، وأجمل الأوطان إمارات الخير، التي لا أعداء لها، سوى الحقد والكراهية.
يحاول البعض أن يجير المنافسات الرياضية، إلى عقد نفسية ومركبات نقص، وأن يتورم ويتبرم، ويتأزم، ويتألم، ويتوهم، ويتجهم، ويتكلم كلاماً لا يسلم من رداءة المنطق، ويجاهر في عصيانه للحقيقة.
نقول بحق، فإن كان الغضب من نتيجة منتخبنا، في مباراته مع المنتخب العراقي الشقيق، فإن النتيجة لا تحتاج إلى حسابات الربح والخسارة، لأن هذا المنتخب الشاب أثبت جدارة عالية، واستحق الفوز في مباريات الدورة بكاملها وليس مع العراق فحسب، الأمر الذي يتطلب من أولئك الذين يصطادون في الرمال المتحركة أن يعوا جيداً، فالإمارات لم تذهب لدورة الخليج العربي للمخاصمة، وإنما للمنافسة الشريفة، والعراق كما هي دول مجلس التعاون أشقاء، ولن يستطيع الفرقاء، ولا من سكنت أرواحهم البغضاء، أن يلقوا نقطة سوداء في المياه الصافية، سيبقى العراق عزيزاً، وستبقى الإمارات الهرم الشامخ الذي لا تهزه زوابع المتقولين والمهرولين باتجاه «فرِّق تسُد»، الإمارات نهر العطاء، الذي لا تجف روافده ولا تنشف منابعه، بقيادة من زرع الحب، وحصد الانتماء.



Uae88999@gmail.com