كيف يمكن أن نحافظ على فنوننا الشعبية التراثية؟ هل أصبحت مسألة حفظها متعلقة بأفراد؟ أم أن للمجتمع دوراً أكبر في حفظها وتطويرها ونقلها من جيل إلى آخر؟ كيف ينظر الإعلام الوطني من صحافة مكتوبة وقنوات تلفزيونية وإذاعية إلى هذه الفنون التي باتت تفتقد إلى من يبرزها ويقدمها بالشكل الصحيح في المشهد الإعلامي الجديد. هذه كانت محاور لجلسة رمضانية في جمعية المطاف برأس الخيمة دعيت لها من الصديق أحمد الشحي نائب رئيس الجمعية، وفي الحقيقة لم أتوقع العمل الذي تقدمه الجمعية والجهود الكبيرة التي تبذل من أجل الحفاظ على تراثنا وموروثنا الشعبي بالرغم من كم المعاناة والمشاكل التي تعترض عمل هذه الجمعيات من نقص مادي وألم على ضياع فنون كانت تمثل أجيالاً متلاحقة أصبحت اليوم تبحث عن راع يرعاها أو يهتم بها ليبقيها حية كما كانت في السابق. ويقول الشحي إن “تبني الأفكار الجديدة والجريئة من شأنه أن يقودك إلى تحقيق ما تصبو إليه من هذه الجمعيات وعدم استسلامك للواقع المادي وطرق كل فرصة متاحة للاستثمار يصب لصالح الجمعية هي أسباب رئيسية للنجاح واستمرار دور الجمعيات والتراثية وهذا ما فعلناه عندما خصصنا مكاناً لبناء صالة أفراح تخدم الأهالي من سكان منطقة الجولان برأس الخيمة، كما أننا في جمعية المطاف اعتمدنا على استراتيجية ثابتة ورئيسية للعمل وهي ربط الجمعية مع سكان المنطقة التي تحيط بالجمعية كخيار رئيس في العمل، ولم نعزل أنفسنا عنهم كما فعلت باقي الجمعيات الأخرى، وأرى بأن ربط السكان والأهالي بالجمعيات التراثية وفتح المجال أمام طاقات وإبداعات وأفكار الشباب يجب أن يأتي في مقدمة أولويات عمل الجمعيات التراثية”. الإمارات ولله الحمد لديها مؤسسات إعلامية كبيرة وقنوات فضائية يشار إليها بالبنان وقادرة على لعب دور كبير للإسهام في إبراز فنوننا التراثية من خلال تبني المشاريع الكبيرة التي من شأنها أن تعيد الاعتبار والهيبة لفنوننا التراثية التي أنبثق أكثرها من البيئة الإماراتية، وشكلت فيما بعد هوية لهذه الأرض الطيبة، وإذا كانت هناك مهرجانات للسينما وأخرى للمسرح والفنون الجميلة ومهرجان للكتاب، لماذا لا تتبنى وزارة الثقافة وتنمية المجتمع فكرة إقامة مهرجان كبير لفنوننا التراثية تدعو له الفنون الأخرى في العالم. وأن تذهب هذه الفنون إلى الناس وليس العكس من خلال عرض فنوننا في المراكز التجارية الكبيرة والحدائق العامة والمناسبات الكبيرة وما أكثرها في دولتنا الغالية.. مجرد فكرة والله الموفق. إبراهيم العسم