من الأشياء القديمة التي كانت في عيدنا، ونظل نستفقدها كل عيد، مراجيح البنات تلك التي كانت تتدلى من شجرة أو منصوبة جنب جدار البيت، و«روليت» بدائي كان يقيمه أحد المقامرين، وهدية الفوز كانت”قوطي عنص”، أو “باسكوت”، أو علبة”شلّك أو شرّشار” نص درزن أقلام حبر ناشف، نظارة شمسية رخيصة، عطر بو طيره! - تغيب الطفولة في كل العام، لكنها تحضر في العيد، وبعض المناسبات، كنزول المطر مثلاً، لما الطفولة حاضرة تذكر، وتتذكر في العيد وتفاصيله، لما هي مرتهنة بوقت الصغر البعيد، في حين تغيب عن عمر العشرين والثلاثين والأربعين القريب، هو ما يفعله العيد أن يوقظ ذاكرة الصبا، ويجعلها تحوم، مثلما كان الصبي يحوم حول بيوت من طين، وسكيك مسيجة بالنخيل، وتلك الفرحة البادية على الناس، وتستوطن قلوبهم الطيبة. - لا أدري ماذا ستفعل الأجيال القادمة في عادة جميلة في مدينة العين، لو غيبت الأيام ناسها الحقيقيين؟ ولم تتواصل الأجيال، هذه العادة مرتبطة بعيد الأضحى دائماً، وهي طقوس الشوي، حيث الجَمْعَة الطيبة في الاحتطاب وحول النار، وأهازيج الرجال حين يتعاونون على شيء ما·· حتماً في يوم من الأيام، ستحل المطاعم الشعبية مكان تنور الحي وستتغير طريقة تحضير وخيفة العيد وستغيب أهازيج الجَمْعَة الطيبة! - كان العيد هذه المرة مصحوباً بمطر من السعادة أضفى على بعض المدن بريقاً كان ينقصها، وكانت بشارة خير الأرض جعلت البر هذا العيد مرعى، وللمزيون فرحة، قدرت تلك الأشياء البسيطة أن تسحب الناس بحثاً عن طفولة قديمة هاربة. - نتمنى أن يمرّ حج هذا العام دون حوادث كبرى تذكر، رغم تهديد “كورونا”، ورغم تقليل النسبة وتقنينها، ورغم التلويح بالإسلام الثائر أو الإسلام السياسي، أعاد الله كل الحجيج إلى أوطانهم، ولأهلهم وذويهم، مغفورة ذنوبهم، مرفوعة حسناتهم، ومصحوبة بالسلامة طريقهم. - أعلنت الدول العربية برمتها والدول الإسلامية بجمعتها عن ثبوت رؤيا الشهر القمري هذا العام في موعده ويوم حسابه، وأنه لا صحة للأقاويل الإفرنجية التي ترددت مؤخراً عن تأثر القمر العربي والإسلامي بموجة المد العالي أو الانحباس الحراري، فقمرنا في العلالي وما يهزه ريح أو موج عال، وعليه بعد الثبوت بعين البصر والبصيرة، كان عيدنا العربي والإسلامي موحداً، ولم يكن هناك من يخالف أو يتأخر.. كل عيد والعرب سعداء وواثقون بإمكاناتهم، والمسلمون فرحون معتدون بمنجزاتهم. - للأصدقاء في جهات الدنيا الأربع، للغالين في كل مكان، للطيبين وتفاصيلهم التي على البال.. للجميع كل عيد، وأنتم أجمل وأسعد! amood8@yahoo.com