? صباحكم.. صباح العيد.. صباح الوطن الغالي، صباح القائد الغالي، وأخوانه الغالين. صباح الناس الطيبين، صباح الذين يسرون القلب، ويأسرونه، صباح من الشوق، ولهفة التوق، وما خبأه الوقت من ورد، وعطر، وبشارة. ? صباح الأم التي لا تتعب من الحب، صباح "الزين"، وصباح داره، صباح قهوته المزلولة للتو، وعليل نخلة الذي يسر به الوجه الندي في أول يقظته، وكسل تمتحه. صباح الزاهين بالأمل، وبالشمس التي لا تخلف وعدا، صباح الأطفال الذين يزرعون قلوبنا بالدفء، ومن حولنا الريحان والسنابل وحدائق الخير. ? صباح الذين كبروا، وبكروا قبل أن يفتح الفجر عيونه، جاعلين من ظلمة آخر النفق شعاعاً من فرح، وقبساً من نور. ? صباح الأطفال الذين يريدون أن يكبروهم باكراً، في فلسطين والشام، والعراق، وبلاد تذكر الله كثيراً، والذاكرات. ? صباح المدن العربية العتيقة والموجوعة بالسهر والحمى، وما يسرق الفرح. ? صباح المدينة العتيقة في حزنها السرمدي، صباح المدن التي قبّلها ألف نبي. ? صباح خال من دوي المدافع، قبل الآذان، وبعده، وزرع المتفجرات في غير موسمها، وحين يقتل الصالح والبريء، ومن كان مارّاً من هناك طالباً للرزق، ولا يدري. ? صباح البلد البعيد.. الصبي الهارب من طفولته، المرأة الشاردة بـ"شادورها" من أنوثتها، والرجل المجبول على الحرب، المجبول على معارك لم يطلبها، بلد الفاقة والمسغبة، والكل شاك أو باك. ? صباح من ورد لكل من قال:" لا " في زمن الـ"نعم"، لكل من جبر عثرة كريم، أو سَكّن دمعة يتيم، أو ألطف بمحتاج سقيم. ? صباح من ورد لكل العاملين والساهرين والمحاصرين والبعيدين عن عيدهم. ? صباح النسمة، والنَفّة الغائبة من سمائنا العربي، صباح البيوت العربية الواهنة، المشيدة بالفتوى لا بالتقوى. ? صباح المدن التي تحنو على العربي في عز منفاه الإجباري أو الاختياري، ولا تطلب منه ضريبة البقاء. ? صباحكم غال.. صباح العيد، فليته دائماً يتجمل بالسعد والمجد، وفرحة قلوبكم. ? صباحكم.. صباح عيد الطيبين! amood8@yahoo.com