تحل اليوم الذكرى الثامنة لرحيل القائد المؤسس لإمارات المحبة والعطاء، والأب الحنون الذي غمر بحبه وحسن رعايته كل مواطن على تراب أرض الإمارات، وامتدت أياديه البيضاء لتشمل الإنسان على امتداد الأرض. وذاك واحد من أسرار هذه المكانة التي ملك بها قلوب البشر.
ومهما برع اليراع في تسطير إضاءات من محطات في حياة زايد، فإنها لن تفي بحق رجل أسر العالم بتواضعه وبساطته وكرمه وإحسانه، وبرؤيته الثاقبة لقضايا المنطقة والعالم الذي عرفه بحكيم العرب رحمة الله عليه.
لقد كان الراحل الكبير يستشرف آفاق المستقبل وحجم التحديات التي ستواجه أجيال المستقبل، للحفاظ على صرح الإمارات الشامخ الذي شاده بالإخلاص والإرادة والعزيمة القوية، وبالكد والعرق والسهر مع إخوانه الآباء المؤسسين، أولئك الرجال الأفذاذ الذين التفوا حوله، وآمنوا بالحلم حتى غدا معهم وبهم دولة عصرية متقدمة، وفرت العيش الكريم والأمن والأمان لأبنائها وحققت للإمارات التقدم والرخاء والازدهار.
ومن صور ذلك الاستشراف وصيته للأجيال الشابة وهو يذكرهم بأن “ما تحقق من خير وفير، لن يدوم دون مزيد من الجهد والبذل والتضحيات.. إن علينا أن نكد من أجل حماية مكتسباتنا الوطنية وتعزيز مسيرة اتحادنا، وتحقيق المزيد من العزة للوطن والرخاء للمواطن، وهذا لن يتأتى دون مشاركة بنّاءة وفاعلة من الجميع. لقد أصبحنا في نعمة ما كنا نحلم بها، ولذلك أناشدكم ذكوراً وإناثاً أن تبذلوا كل جهد من أجل صيانتها ورعايتها، حتى تحصدوا أنتم وأبناؤكم ثمارها على الدوام إن شاء الله.. عليكم ألا تدخروا جهداً من أجل العمل بكل ما أوتيتم من طاقات وإمكانيات.. إياكم والكسل والتقاعس والتهاون، فإن النِّعم لا تدوم إلا بالجهد والنشاط والعمل الجاد وشكر الله وحمده”.
وأكد لهم قبل عام من رحيله “إن العمل الوطني لا يتوقف عند حد، والمسؤولية تقع الآن عليكم يا شباب الإمارات وشاباتها، لتحولوا الفرص التي أتيحت لكم إلى نقاط انطلاق لمزيد من العطاء لوطنكم وشعبكم. إننا ننظر إلى مفهوم المواطنة بمعنى الولاء للوطن والالتزام بالعمل من أجله. المواطنة تستدعي من كل منا أن يكون العطاء للوطن له نبراساً وهادياً، فالوطن كل متكامل، وبناؤه يستوجب تضافر جهود الجميع وتكاتفهم واستعدادهم لخدمته وحمايته”.
إن إحياء ذكرى الراحل الكبير، محطة تتجدد لتذكير أبناء الوطن، وهم ينظرون للمستقبل بثقة واعتزاز وطمأنينة، بأن الوفاء لزايد الوفاء يتطلب الوفاء لتلك الكلمات المضيئة، ولمبادئ وقيم غرسها زايد، وهو يضع أولى لبنات اتحاد الإمارات، ونسج بها أنموذجاً لبناء الأوطان، وصورة زاهية من صور التلاحم الوطني، والتفاف المواطنين حول قيادتهم، وسفينة إنجازات الوطن تسير واثقة بقيادة خليفة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه الحكام وولي عهده الأمين.
ذكرى زايد لن تغيب عن قلوب ممتنة، متضرعة إلى الله أن يجزيه بالرحمة والمغفرة الواسعة، جزاء ما قدم من خير للإمارات وأبناء الإمارات وللبشرية قاطبة.


ali.alamodi@admedia.ae