الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بريطانيا تدرس بيع ملاعب الدورة الأولمبية للأندية

بريطانيا تدرس بيع ملاعب الدورة الأولمبية للأندية
7 أغسطس 2012
أعدت الحكومة البريطانية العديد من الخطط للاستفادة بالمنشآت الرياضية التي تم تجهيزها قبل استضافة دورة الألعاب الأولمبية الحالية، وذلك في محاولة منها لتعويض ما أنفقته في التحضير للحدث الكبير، حيث تكلف الإعداد لاستضافة الأولمبياد ما يزيد على 14 مليار دولار، وذلك في ظل أزمة واضحة مع مرور البلاد بأسوأ فترات الركود الاقتصادي في البلاد وفق ما تذكره وسائل الإعلام وما يمكن أن تسمعه من المواطنين في الشارع اللندني حالياً. ويعتبر تجهيز الملاعب والميادين الخاصة بالمنافسات أحد أبرز بنود الإنفاق على التحضير للأولمبياد بجانب الإنفاق على وسائل تأمين الحدث، الذي يسير إلى الآن بصورة تبهر العالم من حيث دقة التنظيم وانضباط الأمن وجودة الملاعب والحضور الجماهيري الكبير في كل الملاعب المختلفة، وهو الهدف الذي حققته اللجنة المنظمة للأولمبياد بكفاءة، وذلك في إطار المكاسب الترويجية والمعنوية التي تحققها بريطانيا حالياً من تنظيم الأولمبياد، وحصولها على شهادة الجدارة والنجاح من جميع المتابعين في كل قارات العالم، وهو ما يمنحها الميدالية الذهبية في التنظيم. وفي الطرف الآخر يقف المواطن البريطاني في حالة قلق ينتظر ما يمكن أن يعود عليه من مكاسب الحدث، خاصة أن هناك وعودا سابقة بأن تحقق استضافة الحدث الرياضي الكبير عائداً مالياً يبلغ ما يقرب من 30 مليار دولار، وهو ما يعوض المبالغ التي أنفقت في التحضير له، وأيضا لتعويض المواطن البريطاني عن تأثره السلبي بحالة الركود الاقتصادي في الفترة الماضية. كانت مرحلة الركود الاقتصادي، ومرحلة التحضير للأولمبياد قد أدت إلى وجود زيادة في بنود الضرائب والعوائد على الشقق السكنية والزيادة على استهلاك المياه والكهرباء، وذلك وفق شهادات سمعتها “الاتحاد” من بعض المواطنين البريطانيين طوال الأيام الماضية منذ انطلاق منافسات الأولمبياد، حيث اشتكى الكثيرون من صعوبة الأحوال المالية في الفترة الأخيرة، وخاصة قبل انطلاق الأولمبياد. وهناك حالة من التفاؤل والترقب بين المواطنين البريطانيين بحدوث تحول جيد في حياتهم المعيشية بعد انتهاء الأولمبياد، خاصة في ظل تأثر الموسم السياحي في لندن باستضافة الحدث الرياضي الكبير مع تجنب العديد من رواد “عاصمة الضباب” من غير المهتمين بالرياضة زيـارة البلاد في هذا التوقيت هروباً من حالة الزحام وارتفاع الأسعار خلال هذه المرحلة مع وجود وفود الدول المشاركة في الدورة والجماهير المتابعة للحدث. وما يزيد من التفاؤل بين المواطنين البريطانيين وجود حالة من الإقبال على حضور كل منافسات الأولمبياد في كل الملاعب وكل الألعاب المختلفة بشكل ملحوظ، سواء في أيام الأسبوع العادية أو في أيام العطلات الأسبوعية يومي السبت والأحد، وهو ما يعني تحقيق اللجنة المنظمة والحكومة لعائد جيد من بيع التذاكر التي يقبل عليها المواطنون والأجانب من عشاق الرياضة. خطط وأفكار ومن بين الخطط التي أعدتها الحكومة البريطانية واللجنة المنظمة للأولمبياد لتحقيق الاستفادة القصوى من استضافة الحدث وتعويض ما تم إنفاقه خلال 7 سنوات تم خلالها التحضير لاستضافة رياضيي العالم، تتبنى الحكومة حالياً خطة لبيع بعض المنشآت الرياضية لأندية أو اتحادات رياضية أو جهات خاصة للحصول على عائد كبير يعوض الكثير مما تم إنفاقه. وهناك العديد من المنشآت الرياضية قد اعتمدت اللجنة المنظمة للأولمبياد في تصميمها وإعدادها على طريقة الملاعب المتحركة والمدرجات القابلة للفك والتركيب للاستفادة بذلك في أحداث رياضية أخرى أو غير ذلك، ومنها ما تم التعامل معه بطريقة التأجير لتقليل النفقات، ومنها بعض المرافق في القرية الأولمبية وبعض الملاعب التي لا تحتاج إلى مواصفات خاصة، لدرجة استغلال حديقة “هايد بارك” الشهيرة في استضافة بعض المنافسات. ورغم ذلك يبقى هناك العديد من المنشآت الضخمة التي تكلفت الكثير، وتم إعدادها خصيصاً من أجل الأولمبباد، ومن بينها الاستاد الأولمبي الواقع في شرق لندن، الذي استضاف حفل افتتاح الأولمبياد ويستضيف منافسات ألعاب القوى، الذي تكلف بناؤه 486 مليون جنيه إسترليني قبل انطلاق دورة الألعاب الاولمبية، وهو الذي تتسع مدرجاته لـ80 ألف متفرج. والمعروف أن الاستاد الأولمبي هو الاستاد الوحيد، الذي تم تشييده خصيصاً للأولمبياد في ظل الاعتماد على ملاعب بريطانيا كلها وليس لندن فقط في استضافة منافسات كرة القدم مثل ملعب ستاد أولد ترافورد في مانشستر وملعب ستاد مدينة كوفنتري وملعب مدينة كارديف في ويلز وستاد مدينة جلاسكو الاسكتلندية، بالإضافة إلى ستاد ويمبلي في لندن وغيرها من الملاعب دون وجود أزمة في ذلك. دراسة العروض وتم تجديد عملية عرض الاستاد الأولمبي للبيع بعد انتهاء الأولمبياد للاستفادة من المقابل المادي، وذلك بعد أن فشلت من قبل عملية بيعه لنادي وست هام يونايتد، ولكن الأمر تجدد مؤخراً وفق ما تتناوله وسائل الإعلام البريطانية، حيث جدد النادي الإنجليزي رغبته في شراء الاستاد، لكنه في هذه المرة لم يعد وحده الراغب في الشراء في ظل إبداء اتحاد ألعاب القوى الإنجليزي رغبته في الشراء والاستفادة بقدرات الاستاد الكبيرة، خاصة في ظل وجود مضمار عالمي لألعاب القوى. ومن المنتظر أن يتم البت في عملية بيع الاستاد الأولمبي بعد انتهاء منافسات دورة الألعاب “شبه الأولمبية” التي تقام في لندن في الفترة من 29 أغسطس الجاري وحتى 10 سبتمبر المقبل، وذلك بعد تلقي كل العروض من الراغبين في الشراء، ولكن ذلك سوف يتم وفق شروط محددة منها اشتراط عدم التخلص من مضمار ألعاب القوى، حيث من المقرر أن يستضيف الاستاد الأولمبي في لندن منافسات بطولة العالم لألعاب القوى عام 2017، حيث يبقى الاستاد بعد بيعه أيضاً من بين الممتلكات العامة، وقد ينضم إلى الراغبين في الشراء نادي توتنهام، الذي يحتاج إلى ملعب جديد. وقد يرجح هذا الشرط كفة الاتحاد الإنجليزي لألعاب القوى في شراء الاستاد، خاصة أن ملاعب الكرة في الدوري الإنجليزي لا يوجد بها مضمار ألعاب القوى، في حين تتواجد الجماهير بالقرب من أرضية الملعب مباشرة دون حواجز كبيرة أو مسافات بعيدة، ومن الصعب التنازل عن هذا الشرط انتظاراً لاستضافة بطولة العالم للقوى وما قد يليها من أحداث رياضية أخرى تحتاج إلى وجود المضمار المتميز. ومن المقرر أن يتم حسم ذلك الأمر قريباً، وذلك قبل أن تقدم الحكومة البريطانية تقريرها عن ميزانية دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012)، والفارق بين المصروفات والإيرادات، خاصة أن تعليمات الحكومة للجنة المنظمة للدورة كانت واضحة في ترشيد الإنفاق، وهو ما يبدو واضحاً منذ الوصول إلى لندن في ظل قلة الدعاية في الشوارع، التي عادة ما تتكلف الكثير، وهو ما سبق وأن أشرنا إليه في ظل تركيز المنظمين على الجوهر دون المظهر، وكذلك ترشيد الإنفاق في المطبوعات الخاصة بالدورة وما يقدم من خدمات في القرية الأولمبية، وهو ما قد يزيد من حجم الأرباح المتوقعة، والتي ينتظرها البريطانيون بشغف كبير.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©