لفت نظري إعلان عن بلدية أبوظبي تدعو فيه إلى ملتقى عام لسكان مدينة خليفة، يبدو أنه للتشاور والتباحث، وسماع المشكلات والعراقيل التي يقاسيها السكان منذ سنوات، لا تبدو بالقصيرة، فمعظم البيوت سكنت، وصينت من جديد، ووصلوا الأولاد، وبعض الخدمات لم تصل إلى مدينة خليفة، والتي كتبت عنها قبل سنوات عجاف أنها المدينة المبنية المنسية، هذه الخطوة الحضارية التي انتهجتها بلدية أبوظبي، لا شك أنها ستحسب لصالحها، ولصالح تطوير خدماتها، وتغيير نظرة الجمهور لها، بعدما كانت تتعاطى مع الناس من برجها العالي، معتقدة دائماً أن الناس هم بحاجة لها، لا هي بحاجة للناس، وقد مر على البلدية أطوار، وشخصيات، وعهود، وتقلبات، مرة كانت بحجم العاصمة، بهيكلها وطاقمها التخديمي، والمقنع، والذي ليس لديه عمل، أعداد غفيرة تفوق أي دائرة محلية أخرى بأضعاف مضاعفة، وتتبع لها دوائر أخرى قد تختلف التوجهات، وقد تتلاقى بعضها، وقد تتنافر في بعضها الآخر، ثم جاء على البلدية وقت تقلصت، وشدت الحزام، وتفرقت المؤسسات التابعة، والمؤسسات المغذية لها، حتى أوشكت أن تكون قسماً صغيراً، لا يقاس بقسم النقليات أيام عزها، المهم الحديث عن هذا الملتقى الجماهيري الذي على حد علمي، أنه لم يسبق وأن دعت له البلدية من قبل، حتى في عز ازدحامها، وكثرة مراجعيها، والشكاوى عليها، والتذمر من خدماتها، أقول خطوة صحيحة في الإدارة الجديدة، أتمنى أن تثمر، وتتطور الفكرة، وتعمم، لأن الأبواب الإدارية مهما كانت مفتوحة، فإنها تسرب فقط ما تريد، وتوارب عما تريد، وليس كل واحد قادر أن يقرع الباب بعصاه مثل أيام “شوابنا” الأوليين أو “يجَبّ ركبة، ويحلف ما يظهر من المكتب لين يخلصون له شغله، وإلا تراه شَجّاي”، هذه المرة، رأينا البلدية هي من تذهب للناس، لا الناس من تذهب إليها، البعض جالس، والبعض واقف، والبعض الآخر مصبّح منذ الفجر، ويتشيمون هذا، ويرجون ذاك، وإذا ما لقيت تلك الواسطة التي تسلك لك أمرك، فأصبر كما صبر أيوب، وابتلى، إن مثل الخطوة المفرحة، والمحسوبة لصالح البلدية، على الناس أن تعي مطالبها، وتقدم مقترحاتها فيما يخص الأمر العام، بعيداً عن الفردية والشخصية، لأنها مسائل لا تنتهي، المهم أن يتم إنجاز ما يخص الجمع والكل، كما أن عليهم أن يكونوا واعين بما يأملون، فالكل يريد لمنطقته الازدهار والتقدم، وأن تكون نموذجية، غير أن المثال النموذجي يحتاج لعصا سحرية، ويحتاج لوتيرة عمل وثّابة، والبلدية في الآخر لا تملك هذه العصا، ولكن يمكنها أن لا تجعلها بين الدواليب بإمكانها أن تسخر إمكانياتها للأولويات، وتنسق مع المؤسسات الأخرى المكملة لعملها، من أجل وقت الناس، وجهدهم، وعدم استنزافهم مالياً نظير خدمات لا يستفيدون من جلها! amood8@yahoo.com