فجأة ومن دون سابق إنذار قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتغيير مسمى الخليج العربي في موقعه الرسمي إلى الخليج الفارسي، وكأنه يستفزنا لأننا أطلقنا على دورينا دوري الخليج العربي ويستفز كل الدول العربية الخليجية المطلة عليه وصاحبة الحق التاريخي وكل الدول العربية الشقيقة والإسلامية ودول العالم الصديقة، ضارباً حقوقنا التاريخية عرض الحائط ونشيدنا في طابور الصباح وطننا العربي من المحيط إلى الخليج الذي مزقه الاستعمار وعجزنا حتى يومنا هذا على توحيده بعد أن تغيرت أيدولوجيات بعضها خلال أكثر من نصف قرن من الزمان. ولأن من قام بتغيير الاسم التاريخي على موقعه الرسمي هو اتحاد رياضي يفترض منه ألا يقحم السياسة والنزاعات في الرياضة إلا أنه انجر وجر معه الاتحادات الكروية الخليجية إلى أتون الخلاف القائم والذي سيزول إن شاء الله مع الوقت لأن الحق لا يضيع طالما وراءه مطالب. ولكن الغريب في الأمر أن الاتحادات الخليجية لم تحرك ساكناً حتى هذه اللحظة ولم تصعد الأمر لأكثر من تصريح صحفي هنا وهناك ،وتحديد موعد لمناقشة الأمر قبل رفعه إلى «الفيفا» ثم طال هذا الموعد بعض التأخير وكأن الأمر بسيط وليس من الأولويات، وأن ما تم تناوله إلى الآن لا يتجاوز تصريحات ومراسلات، بينما أشار أمين عام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى أنه لم يتلقَ أي شكوى في الوقت الذي بدأ الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي تحركاً قبل يومين بزيارة الأردن التقى فيه الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس اتحاد غرب آسيا لم يكشف النقاب عن فحواها إلا أن المؤشرات تقول إن القضية كانت حاضرة في اللقاء الذي جمعهما. لا أدري إن كان لدى رؤساء الاتحادات الخليجية مواضيع أهم من المساس بكيان الخليج العربي، والذي كان من المفترض أن يحشد الجميع العدة، ويتوجهوا إلى مقر «الفيفا» في زيوريخ والالتقاء برئيسه لمعرفة دواعي تغيير المسمى المفاجئ ودوافعها وتسجيل موقف قوي من المجموعة الخليجية والعربية، وألا يمر الأمر بهذه البساطة التي نتعامل معها عن بعد، وأن نستعيد حقوقنا بقوة ولا نتركها للزمن، كما ضاع غيرها. نريد من رؤساء الاتحادات الخليجية تحركاً سريعاً، وإجبار «الفيفا» بالعدول عن هذا التصرف، ونطالبه بعدم إقحام السياسة في الرياضة، وألا يرضخ لمطالبات البعض لدوافع سياسية، لأن التغيير جاء في وقت نجد أنه مساس بكيان الخليج العربي ودوله بعد أن أعلن اتحادنا عن تسمية المسابقة الأهم باسم دوري الخليج العربي للمحترفين عرفاناً بدور هذا الخليج التاريخي والاقتصادي لدوله. لا نريد أن نترك في الساحة وحيدين في مواجهة «الفيفا» لأن الخليج العربي لنا جميعاً دوله وجيرانه وأشقاؤه العرب، وأن نتكاتف جميعاً لصونه أمام كل المتربصين، الذين يريدون المساس بهذا الكيان المتحد، والذى وصلت خيراته لكل الأشقاء والأصدقاء وإلى المنكوبين في شتى بقاع المعمورة. أنتم يا رؤساء اتحاداتنا الخليجية أمام اختبار للدفاع عن خليجنا العربي، وعليكم مسؤولية إعادة اسم الخليج العربي إلى موقع «الفيفا»، وإلى مواقع أخرى، وأينما حاد الحاقدون عليه.. حفظ الله خليجنا العربي وشعبه من كل مكروه. Abdulla.binhussain@wafi.com