الغالبية منا صائمون ويحرصون على الصلاة في المسجد، ويقرأون القرآن، ويستمعون له، ويحرصون على فعل الخير، إلا أن البعض يحيّرك في سلوكه، على الرغم من علمه أنه خطأ، إلا أنه يرتكبه تحت مظلة الصيام والعصبية التي تنتفخ لها أوداجه ويقوم بما لا يحمد عقباه، وعند وقوع المحظور تراه يعرب عن الأسف ويسوق الأعذار تلو الأعذار لتبرير ذلك السلوك، إلا أنه في داخله يصرخ ..«اتق الله يا ريال». يخرج من منزلة قُبيل موعد الإفطار بقليل ملبيا دعوة على الإفطار لوحده، وربما ترافقه أسرته، في تلك الساعة عادة الشوارع مزدحمة وكل من في الشارع متعجل، والسمة الغالبة على الناس عصبية واضحة تعكسها طريقة القيادة، فضلا عن إشارات التأفف والتذمر التي تؤثر عليه وعلى من معه في السيارة، وقد ينتهي الأمر عند حادث. على الجانب الآخر، سائق على أحد الطرق الخارجية يكاد يقلع من سرعته ليطير بعدها، همه أن يصل قبل الإفطار، في حين بينه وبين الإفطار وقت محدودة جدا، ربما ينتهي ذلك بحادث آخر سببه السرعة الزائدة، في الحقيقة السبب الحقيقي للحادثين هو الحالة العصبية والاستهتار بالقوانين المنظمة للسير والمرور، وسوء التقدير والتدبير لدى البعض، يا أخي أعطِ نفسَك فرصةً وأخرجْ قبلُ بوقتٍ كافٍ، حتى تصل سالما ! حقيقة، نحن من يصنع الأزمات والسلبيات والاختناقات المرورية بسلوكيات نتبعها، ولها دور كبير في زيادة الأزمات المرورية، منها الوقوف المزدوج في الشوارع الصغيرة، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل حركة السير، واستخدام السيارات لقضاء حاجات قريبة، ما يزيد من أعداد المركبات في الشوارع، تجد سائقين يقفان في وسط الشارع يتبادلان الحديث وسائق آخر ينتظر إفساح الطريق، يا أخي أعطِ الطريقَ حقَّه، وقف في مكان مناسب وتسامر مع صديقك كما تشاء، يؤكد مختصون في المرور أن معظم حوادث السير في شهر رمضان تأتي بسبب «التتابع القريب» على الطرق الداخلية، والسرعة الزائدة على الطرق الخارجية، خاصة في إجازة نهاية الأسبوع، وكذلك قبيل موعد الإفطار، يتسبب بها سائقون يسابقون الزمن في محاولة يائسه للوصول إلى منازلهم قبل أو مع موعد الإفطار. ويعلل خبراء في الشأن المروري وقوع حوادث التتابع القريب في رمضان، إلى عدة أسباب منها انخفاض نسبة السكر في الدم الناتجة عن الصيام بالنسبة للسائقين، ما يضعف قدرتهم التركيزية في القيادة. موضحين أن الصائم قد يصاب بنعاس دائم نتيجة لخلل في نظام برنامجه المعتاد. وأشاروا إلى أن معظم الحوادث المرورية في رمضان، تكون خسائرها مالية أكثر منها بشرية، وتحديدا في حوادث التتابع القريب داخل المدن، وعلى التقاطعات الرئيسة. ونحن في شهر رمضان المبارك شهر الخير نناشد الجمهور التحلي بالهدوء والسكينة والصبر، وهو ما يحضنا عليه ديننا الحنيف، التريث في القيادة أثناء فترة الصيام وعدم التعجل، لأن ذلك قد يسبب حوادث قاتلة، في ظل تزاحم الكل من أجل سرعة الوصول إلى الهدف نفسه في التوقيت نفسه .. رمضان كريم jameelrafee@admedia.ae