أطلت مشاكل التحكيم برأسها منذ الجولة الثانية لدوري الخليج العربي، وهي بداية مبكرة جداً تفرض سؤالاً مهما يتعلق بكيفية التعامل مع ذلك القطاع الحيوي والحساس في الجولات الحاسمة للمسابقة التي تحدد البطل والهابطين. وأتصور أن التحكيم الإماراتي باتت لديه القدرة على مواجهة الانتقادات، وتجاوزها من منطلق أن أخطاء التحكيم جزء لايتجزأ من اللعبة التي أحببناها بحلوها ومرها، ومن يوجه انتقاداً لأحد حكام الدوري، عليه أن يأتينا بمسابقة للدوري على مستوى العالم خالية من الشوائب التحكيمية، والأكثر من ذلك أن ما من بطولة لكأس العالم إلا وشهدت أخطاء تحكيمية يندى لها الجبين، دون أن يعلق أحد المشانق للحكم المخطئ طالما أن الأمر لا يتعلق بالشرف أو النزاهة. وماحدث في الدوري الإسباني، أحد أشهر الدوريات في العالم مؤخراً، يكفي للتدليل على أن أخطاء حكامنا لاتقارن بأخطاء حكامهم، ففي مباراة ريال مدريد وإلتشي ارتكب الحكم سيسار موينيز فرناندز خطأ فادحاً باحتساب ركلة جزاء وهمية لصالح الريال في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع ونفذها كريستيانو رونالد محرزاً هدف الفوز للريال بعد أن كان فريق إلتشي يتأهب للاحتفال بالتعادل التاريخي مع نادي القرن بالكرة الأوروبية. وإزاء ذلك الخطأ التحكيمي، هاج مدرب إلتشي فران إسكربيا وماج، وكذلك المعد البدني وبعض لاعبي الفريق احتجاجاً على القرار التحكيمي، بينما غادرت جماهير إلتشي المدرجات وتوجهت على الفور إلى أقرب مركز شرطة وقدمت 120 بلاغاً ضد حكم المباراة واتهمته بأنه سرق المباراة ومعها فرحة فريق إلتشي بالتعادل مع الريال. ونحمد الله الذي لايحمد على مكروه سواه، أن الأمر عندنا لم يصل إلى مرحلة شكوى الحكم في مركز الشرطة واتهامه بـ “النشل الكروي”. ومن شاف بلاوي الإسبان هانت عليه بلوته .! يبدو أن “إمبراطورية الكاف” ستكون أحد أهم محاور دوري هذا الموسم، وأقصد هنا الحوار الكروي الساخن بين كوزمين الأهلي وكيكي العين اللذين تبادلا موقعيهما، بعد أن حققا النجاح المنشود في الموسم الماضي واستأثرا بكعكة 2013، فالروماني كوزمين أعاد العين إلى منصات التتويج في الدوري بعد طول غياب بلقبين غاليين، بينما انتزع كيكي مع الأهلي لقبي الكأس والسوبر. وإذا كان كوزمين مطالباً بإعادة العلاقة بين الأهلي ولقب بطولة الدوري الغائب منذ 2009، لا سيما أن المهمة حتى الآن ناجحة بكل المقاييس بالعلامة الكاملة بالمسابقة، فإن المهمة الأساسية للإسباني كيكي تتمحور حول تصحيح أوضاع الفريق العيناوي الذي لا يزال يبحث عن الذات منذ تتويجة بطلاً للدوري. Essameldin_salem@hotmail.com