الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انقسام في إيران حول تحسين العلاقات مع أميركا

انقسام في إيران حول تحسين العلاقات مع أميركا
29 سبتمبر 2013 00:38
استدعت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف لتوضيح أسباب الاتصال الهاتفي بين الرئيس حسن روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما، بينما شهدت إيران انقساماً بين مؤيد ومعارض للاتصال التاريخي بين البلدين. وذكرت وكالة “فارس” للأنباء أن ظريف سيحضر الاجتماع المقبل للجنة الأمن القومي للرد على أسئلة النواب بشأن التطورات الأخيرة حول العلاقات مع أميركا واللقاءات التي أجراها الوفد الإيراني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ولدى عودة روحاني إلى مطار طهران حمل أنصاره لافتات عبروا فيها عن ترحيبهم بأداء حكومته في التعامل مع واشنطن وتجمع عدد من المتشددين هناك وأطلقوا شعارات ضد أميركا ومنعوا سيارة الرئيس من مغادرة المطار للحظات قبل أن يفرقهم الأمن. وبينما أعلنت مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، أن الاتصال الهاتفي جرى بعد اقتراح الجانب الإيراني قال حسن روحاني بعد عودته إلى طهران إن أوباما هو الذي بادر بالاتصال به. وقالت رايس في تصريح لتلفزيون الـ “سي إن إن”: لقد اتصلوا بنا وأبلغونا برغبة الرئيس روحاني بالحديث مع الرئيس أوباما هاتفياً أثناء طريقه إلى المطار وشكل الطلب مفاجأة، وإننا أجرينا الاتصال معهم”. ولدى عودته من نيويورك قال حسن روحاني للصحفيين في المطار: “اتصل الأميركيون بنا عندما كنت في طريقي إلى المطار وتحدث لدقائق مع السيد أوباما”. واستغرقت المكالمة 15 دقيقة بواسطة مترجم وقالت رايس إن “المكالمة القصيرة هذه كانت تكفي لنقل رسائل “الجانبين” وقالت إنها كانت “بناءة وجرت بأسلوب محترم”. وقال روحاني عن مكالمته مع أوباما “لقد تحدثنا عن المفاوضات بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد وعن النافذة التي فتحت”، في إشارة إلى الاجتماع الوزاري في نيويورك الذي أعلن فيه استئناف المفاوضات منتصف أكتوبر بجنيف. وأضاف الرئيس الإيراني “لقد اتفقنا على ضرورة الإفادة من هذه الفرصة” للتوصل إلى حل سريع. وتابع الرئيس الإيراني أنه بالنظر إلى الخطوط العامة التي يعتمدها قائد الثورة الإسلامية فإنه سيتخذ أي خطوات إذا شعر بضرورتها من أجل تحقيق مصالح النظام وحقوق الشعب ومعالجة المشاكل العالقة. وأوضح أنه شدد في المكالمة على أن الضغوط المفروضة على الشعب الإيراني غير قانونية وغير صحيحة ويجب إزالتها. واستطرد أنه ينبغي التعامل بمرونة تتسم بالحكمة وهي ذات “المرونة البطولية” التي أطلقها قائد الثورة “وأنه لن يتم التخلي عن المبادئ والأهداف والعزة الوطنية مطلقاً”. واعتبر رئيس البرلمان الإيراني المحافظ علي لاريجاني أن “لهجة المسؤولين الأميركيين تغيرت في الأيام الأخيرة لكن يتعين أن يظهروا في الواقع أنهم غيروا فعلياً سياستهم حيال إيران”. وأضاف “يجب ألا يتصورا أننا تحت الضغط وتعبنا من المقاومة، على العكس، والحل الوحيد بالنسبة للولايات المتحدة هو التخلي عن استخدام لغة التهديد”. وحذر محمد علي بصيري أستاذ العلاقات الدولية في مقال في صحيفة اعتماد من “المتطرفين” المعارضين للاتصالات بين قادة البلدين. وأوضح أنه “إضافة إلى المتطرفين (داخل البلاد) المناهضين لتحسن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة هناك أيضاً معارضون في المنطقة. فالكثير من الدول وخصوصاً النظام الصهيوني، يرى أن مصالحه ستكون في خطر في حال تم تطبيع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، ويسعى إلى منع ذلك”. لكن المحلل السياسي سعيد ليلاز رأى أنه “ما من داع للقلق من المتطرفين (في الداخل) إذا استمر انسجام الحكومة مع المرشد الأعلى بشأن السياسة الداخلية والخارجية” وأن “عتاة المتشددين يمكن السيطرة عليهم”. وأكد حسن نجفي المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان من جهته أن “روحاني يملك تفويضاً (من المرشد الأعلى) للحوار مع أوباما”. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن مئات من مؤيدي روحاني الذين يحرصون على رؤيته وهو يفي بتعهداته “بتفاعل بناء” مع العالم يخفف من العزلة الدولية لإيران، ويرفع العقوبات الدولية المفروضة عليها جاءوا للإشادة بزيارته للأمم المتحدة. لكن نحو 100 من المتشددين المحافظين ظهروا أيضاً وردوا هتاف “الموت لأميركا” وألقوا على سيارته الرسمية البيض والحجارة احتجاجاً على المفاتحة الدبلوماسية من جانب روحاني نحو واشنطن، وذلك حسبما أشارت تقارير شهود وضعت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. ونشرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء صور مجموعات من المحتجين الذين كانوا يحملون لافتات كتب عليها الموت لأميركا وهم يقرعون على سيارة روحاني عندما بدأت تتحرك لمغادرة المطار. وقالت وكالة مهر إن أحد المحتجين ألقى حذاءه على السيارة وهي لفتة تمثل إهانة كبيرة. ولم يحدث رد فعل يذكر حتى الآن من جانب الزعماء السياسيين في إيران لكن برلمانياً بارزاً رحب في تحفظ بحديث روحاني مع أوباما في علامة على “موقف السلطة” في الجمهورية الإسلامية. ونقلت وكالة مهر عن رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية بالبرلمان الإيراني علاء الدين بوروجيردي قوله أمس “تبين (المكالمة الهاتفية) أن مكانة إيران في العالم لها أهمية كبيرة. وأن يصر الرئيس الأمريكي على إجراء المكالمة الهاتفية فإن ذلك يعد علامة صدق”. وقفزت العملة الإيرانية (الريال) مقابل الدولار في السوق الحرة نحو اثنين في المئة بعد المكالمة الهاتفية التاريخية.
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©