لا يكفي أن تمتلك الموهبة لكي تصبح نجماً بارزاً، فالموهبة تولد في الإنسان وليس له دخل أو فضل في وجودها لديه، ولكن تبدأ مهمته عندما يكتشفها، ويكون أمام مفترق طرق، إما أن يهملها فتهمله، أو أنه يصقلها فتكون طوع بنانه ورهن إشارته، والأمثلة كثيرة محلياً وعالمياً على أسماء موهوبة ظهرت، ولما تمردت على الموهبة التي تمتلكها خبت وانطفأت. ومنذ بداياته أثبت علي مبخوت أنه مشروع لاعب موهوب، ومهاجم من طينة نادرة وفريدة، عانى الكثير من المشاكل في خطواته الأولى، فكان يفعل كل شيء بالكرة، ولكنه يفتقد اللمسة الأخيرة وإنهاء الهجمة في الشباك، وتعرض لانتقادات كثيرة من قبل الجماهير التي لا يمكن أن يطالبها أحد بالصبر على أي لاعب وهي تشاهد مهاجماً لديه مشكلة في إنهاء الهجمة، ويطيح بالفرص السهلة بعيداً عن المرمى. لم يستسلم علي مبخوت بل كان شجاعاً، ولم تزده انتقادات الناس سوى إصراراً على تطوير مستواه، وعلاج نقاط الضعف التي كانت لديه، وكان محظوظاً عندما ظهر في حياته ذلك الشخص الذي آمن بقدراته، وقام بمنحه الفرصة كاملة، ذلك هو مدرب المنتخب مهدي علي الذي يحسب له رهانه الناجح على موهبة رائعة في وقت شكك فيها الجميع، كما يحسب لعلي مبخوت عدم خذلانه لمدربه وقيامه برد الجميل، من خلال التسجيل ثم التسجيل ثم التسجيل. يقول الكاتب الأميركي ستيفن كينج: “إن الموهبة كقيمة أرخص من ملح الطعام، ولكن ما يفصل بين الفرد الموهوب والفرد الناجح هو الكثير من العمل الشاق”، ويحسب لعلي مبخوت أنه عمل كثيراً من أجل الارتقاء بمستواه ولعلاج السلبيات التي كان يعاني منها وثابر في التدريبات كما أدرك جيداً أنه يمتلك هدفاً ما يريد الوصول إليه، ومتى ما توفرت الموهبة مع الطموح وأضيفت إليهما الهمة، فلا يوجد حد يتوقف عنده الإنسان سوى القمة. وإذا ما أضفنا إلى ما سبق الالتزام خارج الملعب والابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤثر سلباً في تلك الموهبة، ندرك لماذا تحول ذلك المشجع الذي كان يطالب باستبعاد علي مبخوت من التشكيلة الأساسية لمنتخبنا، ليصبح أول جماهير اللاعب المحبوب، أو “علي موهوب”، اللاعب الذي أجبر الجميع على احترامه، فقد تعب كثيراً على نفسه حتى وصل إلى أن أصبح مهاجم المنتخب المفضل، وهداف الجزيرة الأول، وظاهرة الجولات الثلاث الأولى من الدوري، واللاعب الذي ينافس ويتحدى أشهر اللاعبين الأجانب بل ويتفوق عليهم. Rashed.alzaabi@admedia.ae