الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: «تصنيف» تحوّل الإمارات إلى مركز عالمي لصناعة وترخيص السفن

خبراء: «تصنيف» تحوّل الإمارات إلى مركز عالمي لصناعة وترخيص السفن
28 سبتمبر 2013 22:28
يوسف العربي (دبي) - يعد تأسيس هيئة الإمارات للتصنيف «تصنيف»، بمثابة نقطة تحول جوهرية لدعم قطاع الصناعات البحرية وتحويل الإمارات لمركز عالمي لصناعة وتسجيل السفن، بحسب خبراء وعاملين بالقطاع. وقال الخبراء إن أساطيل الشحن البحري وناقلات النفط العملاقة العاملة في المنطقة ستستفيد، من تأسيس هيئة الإمارات للتصنيف التي تعد الهيئة الأولى من نوعها في دول مجلس التعاون. وتتولى الهيئة التي تم تأسيسها مؤخراً، تقديم خدمات التصنيف المحلية للسفن، كما تقوم بالتأكد من توافر المواصفات والمعايير المعتمدة والالتزام بها، وتغطي المعايير التي تم اعتمادها من قبل الهيئة جميع الجوانب الفنية، والهندسية، والبيئية، بما يتفق مع المعايير المعتمدة من قبل الرابطة الدولية لجمعيات التصنيف العالمية (IACS) . وقال خميس بوعميم، رئيس مجلس إدارة الأحواض العالمية الجافة، والمدينة الملاحية ورئيس مجلس دبي للصناعات البحرية، إن تأسيس الهيئة يمثل نقطة تحول لقطاع الصناعات البحرية في الدولة حيث تعد أول هيئة وطنية توفر خدمات التصنيف للمصنعين وأصحاب السفن على حد سواء. وأضاف أن تأسيس هذه الهيئة الوطنية يأتي بعد عقود من سيطرة شركات التصنيف الأجنبية على عمليات تصنيف وترخيص السفن في دول الخليج حيث يوجد نحو 60 جهة أجنبية لتصنيف السفن في العالم، منها 13 جهة عضو في الجمعية الدولية لجمعيات التصنيف العالمية. ولفت خميس بوعميم إلى إن المعايير التي أقرتها هيئة الإمارات للتصنيف تغطي جميع الجوانب التي تضمن سلامة السفينة بداية من مرحلة التصميم، إلى التصنيع، وصولا بكفاءة استخدام الوقود لافتا أنها تتوافق تماما مع المعايير المعتمدة من قبل الجمعية الدولية للتصنيف. وأشار إلى أن أحواض دبي الجافة سارعت بتوقيع اتفاقية شراكة مع هيئة الإمارات للتصنيف «تصنيف» لتقديم خدمات التصنيف المحلية للشركة مؤكدا أن هذه الخطوة سترفع تنافسية الأحواض الجافة وباقي شركات التصنيع البحري في الإمارات وتزيد من قدرتها على جذب المزيد من العقود التجارية من جميع انحاء العالم . وتنفذ شركة الأحواض الجافة العالمية عقود بناء سفن ومشاريع بحرية بقيمة 1,6 مليار درهم في مرافقها بدبي حالياً، محققة إشغالاً كاملاً لأحواض البناء والإصلاح طوال النصف الأول من العام الحالي،. وبلغت قيمة العقود الجديدة التي أبرمتها الشركة خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 223,9 مليون درهم، بنمو بلغت نسبته نحو 16% مقارنة بالعقود الجديدة التي استقطبتها الشركة خلال الفترة المقابلة من العام الماضي. وأوضح بوعميم أن وجود هيئة وطنية لتقديم خدمات التصنيف سيتيح لشركة الأحواض الجافة وباقي المصنعين في الدولة توفير هذه الخدمات للعملاء بحيث تتولى الهيئة تقديم خدمات التصنيف من خلال اعتمادها للتصميمات ومراحل التصنيع المختلفة. وظلت عمليات التصنيف داخل الأحواض الجافة حكرا على عدد من الشركات العالمية مثل لويدز وفيريتاس، وديت نورسك فيريتاس، ونيبون كيوكاي. وأشار بوعميم إلى أن أحواض دبي الجافة تنتج أعداداً هائلة من المشاريع التي تخص البحار مثل ناقلات النقط ومنصات استخراج الغاز وغيرها وأكثرها يتم لدول خارج المنطقة كالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا وروسيا وغيرها. وتضم هذه المشاريع أكبر أربعة مشاريع في العالم والمتمثلة في تحويل باخرتين للولايات المتحدة الأميركية وهي أول نظام بنوعية التحويل هذا ومشروع بناء أكبر منصة بحرية في العالم بألمانيا وبناء أكبر خزان نفط في قاع البحر للمملكة المتحدة في أسكتلندا ومشروع أكبر برج تحكم لشركة شل للغاز الطبيعي في أستراليا. وأضاف أن تأسيس أول هيئة وطنية لتصنيف السفن ستعزز نمو قطاع الصناعات البحرية في الدولة بما ينعكس بشكل إيجابي على القطاعات ذات الصلة لاسيما تمويل السفن وتأمينها. وقال بوعميم الذي يترأس مجلس دبي للصناعات البحرية إن حجم السوق المحلية للصناعات البحرية يبلغ حالياً نحو47,7 مليار درهم «13 مليار دولار» فيما تصل عائداته إلى نحو 3,67 مليار درهم، مشيرا إلى أن تأسيس هيئة وطنية للتنصيف ستزيد من حجم هذه العائدات. وحصلت هيئة الإمارات للتصنيف على الاعتراف الدولي من قبل المنظمة الدولية البحرية، وذلك عن طريق الهيئة الوطنية للمواصلات- الجهة الممثلة للدولة في عضوية المنظمة الدولية البحرية. ويعد الاعتراف خطوة رئيسية ستفتح المجال لـ”تصنيف” لتقديم خدماتها للقطاع البحري وإصدار شهادات إلزامية للسفن لأغراض التسجيل وتقديم استشارات فنية وهندسية، بالإضافة إلى تقديم التدريب المتخصص. من جانبه، قال ياسين عبدالغفور خبير الشحن والبحري وعضو مجلس دبي للصناعات البحرية إن تأسيس هيئة الإمارات للتصنيف يأتي خطوة أولى ضمن خطة استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحول الإمارات لمركز عالمي لتصنيف السفن وتسجيلها . وأشار إلى أن تأسيس الهيئة سيزيد من القدرات التنافسية لقطاع الصناعات البحرية في الإمارات بما يجعله قادراً على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية على حد سواء. ونوه إلى أن خدمات التصنيف تعد من الخدمات الرئيسية للسفن حيث تشمل هذه العملية التأكد من توافر معايير الأمن والسلامة وصلاحية السفينة للإبحار وتتم عمليات الفحص بشكل دوري منها فحوصات سنوية وأخرى كل أربع سنوات وتعد عمليات التصنيف شرطا أساسياً لإبحار السفينة. وقال عبدالغفور تمتلك الإمارات المقومات الكافية لتصبح أكبر مركز عالمي في تسجيل السفن البحرية بالعالم في غضون سنوات حيث تحظى المنشآت التصنيعية بمقومات واسعة لبناء أفضل وأحدث أنواع السفن المجهزة بمعدات دقيقة. وأن المكانة المتميزة التي تتمتع بها الإمارات في قطاع الشحن البحري بما تمتلكه من موانئ عملاقة وبنية تحتية متطورة، تتطلب اتخاذ هذه الخطوة في اسرع وقت ممكن، لتمكين شركات الشحن والنقل البحري من تسجيل سفنهم في الدولة. وأضاف أن هذه الخطوة ستسهم في توفير بيئة متكاملة تدعم عملية التنمية المستدامة على مستوى القطاع الملاحي في دبي، وتسهم في تطوير الاقتصاد الوطني. وقال إنه من المعروف عن الإمارات حرفيتها الشديدة وخبراتها المتراكمة في مجال تطبيق أفضل المعايير العالمية في المجالات والقطاعات كافة، متوقعا أن تحظى الهيئة بسمعة ومكانة دولية خلال فترة وجيزة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©