كلما مرة تراجع العجوز الشونه، يسألونها عن ما إذا كان بعلها حيّ، أو مطلقة من بعلها، وعجائزنا لا يعرفن معنى “بعل”، فتندرت ساخراً من كلمة بعل، وكيف كانت العجائز يضحكن من خاطرهن عليها، لكن بعض القراء لو استطاع لجدع أنفه من ضيق البصر والبصيرة، فكتب لي معلقاً على كلمة بعل، وأنه لا يجوز في نظره أن نسخر من كلمة وردت في القرآن، ولكن لو أن المسألة كما يدعي هذا المزايد، فالشيطان ذكره في القرآن يكاد يكون في كل سورة، ومع ذلك المؤمنون الموحدون يلعنونه صباح مساء، ماله إلا أعوانه، ويبدو أنهم كثر في العالم هذه الأيام، والمسألة التي يريد أخونا أن يعمل منها قضية، يدرجها من المكروه إلى السوء إلى التحريم، وتتلخص في أن إحدى العجائز قالت مازحة وهي التي تخطت الستين، وما بقي من عمرها مثل الذي راح للمسؤولين في الشؤون الاجتماعية: “إذا لقيتوا لي رجل أو بعل مثل ما تقولون، بتنازل لكم عن الشونة”!
والخير أنني لن أنقل حوار العجائز كاملاً، وإلا سيصبّ صاحبنا في آذاننا وقراً:
قامت عيدة يوم سمعت سعيدة تقول بعل، بالردّ عليها: “ويه يا سعيدة•• آخر عمرك بتاخذين لك بعل، حرام لو أنا قالوا عن رجلي بعل، جان ما هبطته البيت”!
موافجة: “أحين حَتََنّا أصبحنا عيايز مخرفات، يعقون علينا اللي يسوى، واللي ما يسوى، قاموا إلاّ يهيلون علينا إلا عجل، وإلا بعل، وإلا مسوّد الويه”!
موزة: “ويديه يا أميه•• أحين عقب حياة بوحارب•• بطنفلي واحد أغبر يسمّونه بعل”! مزينة: “يا أمك كثروا هالغربتية في هالدار.. وأساميهم حتى غير، بعل وبغل وفحل ونغـ..”!
هملة: “أنا لو عندي بعل بشدّ الشداد عليه.. وإلا بقبضه حميد إيهيس عليه”!
عشبة: “فقدت ذاك البذر اللي بيبذره هالبعل”!
سهيلة: “البعل هذا لبّوقه، وإلا اسم يا غبيشة..”!
غبيشة: “وايه•• لبق به طرف•• لبّوقه جنّه•• شو درّاني يا أختي”!
كنّه: “هزري هالبعل فنتير.. من هالناس اللي يلبسون كشمّ، وويوهم حُمر، مثل طرّة المطرح، من شرب هالخمر”!
آمنة: “عسى العين ما تشوفه•• أبرك لي أجابل صلاتي وديني من مجابل هالبعل، لا بارك الله فيه، إمّين ياء، وتّنتّا”!
غريسة: “يقولك هالبعل، واحد ضيخ هذا سيره، لو ركب على بعير برك، ولا ناقة جان نوّخت”!
خزنة: نفّده الله.. إيهبي إلا هوه، أن يلوّط حذا حوي داري، وإلا عتبة بابي”!
مريفة: “ما عليك إلا هو، والخمام رباعة.. الشيفة شيفة، ومعانيه ضعيفة”!
جاملة: “ بتخبركن عن يكون يتحسبونا من وطر هالحين، بنضوي لنا غربتي، وبنّتم نجنز هالبعل”!
عذيجة: “عافانا الله يا أختي.. يقول لك هذا البعل جنّه من الكفار اللي ما يدانون أمة محمد”!


amood8@yahoo.com