يحتل الإعلام مكانة مرموقة بالدولة، التي مهدت كل السبل وسهلت كل الطرق لفضاء إعلامي حر نزيه ملتزم بمبادئ المهنة، فكان تكالب القنوات أو الصحف وتسارعها، وحرصها للعمل بالدولة، التي باتت منبراً إعلامياً عالمياً، تنطلق منه جل القنوات الفضائية، والصحف والمجلات العربية، والكثير من القنوات الفضائية الأجنبية، والصحف، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة الأخرى التي اتخذت من دولة الإمارات مقراً ومكاناً لتطلق رسالتها وكلمتها، مستفيدة من مساحة الحرية الرحبة الممنوحة لوسائل الإعلام المختلفة، والتسهيلات التي لاتتوافر في العديد من الدول الأخرى، سواء العربية أو الأجنبية.
ولم تقدم الدولة كل تلك التسهيلات عبثاً أو من فراغ، بل لإيمانها الكبير بأهمية الرسالة الإعلامية، ودورها في تعليم وتثقيف الشعوب وتواصلها بالعالم، الذي بات أصغر من قرية صغيرة بفضل شبكات التواصل وتقنية أدوات ووسائل الاتصال المتعددة، وإن الإعلام شريك رئيس لايمكن الاستغناء عنه بأي مجتمع يريد الرقي، والسير نحو مزيد من التقدم، وتعزيز إنجازاته وعملقتها، ومقارعة دول العالم المتقدم في شتى المجالات والحقول، فكانت القرارات والتشريعات التي تسهل عمل مختلف وسائل الإعلام، إضافة إلى الدعم المعنوي الذي تحظى به، والمتمثل بالتقدير والمكانة التي يحتلها رجال الإعلام بالدولة.
من أمثلة تقدير واحترام رجال الإعلام ووسائلها والعاملين بها مأدبة الإفطار والأمسية الرمضانية التي أقامها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي أمس للقيادات الإعلامية والصحفية، وممثلي المؤسسات الإعلامية والصحفية الوطنية والعربية والأجنبية العاملة في الدولة، وهي المناسبة والحفل الذي بتنا كرجال إعلام ننتظره سنوياً للقاء الزملاء وأصحاب مهنة البحث عن المتاعب، والعاملين خلف الكواليس، وزملاء المهنة، لنلتقي، ونتجاذب أطراف الحديث في مشهد لايتكرر إلا في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل إعلامي، يحرص على حضور المناسبة، بل ينتظرها.
إن ما يعزز من قيمة ومكانة حفل الإفطار السنوي الذي يقيمه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقيادات والعاملين في المجال الإعلامي، حرص راعي الحفل الكريم على التواصل والحوار مع الجمع الإعلامي الكبير، بكل أريحية وسعة صدر، وشفافية، وهو مشهد لاتجده أينما ذهبت بأي بقعة على وجه المعمورة، ليضرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أروع صور التواضع والتقارب والبساطة والسلاسة، هو يتنقل من إعلامي لآخر، فيتبادل الأحاديث الودية مع ذاك، ويتفاعل مع آخر، ويناقش ويحاور آخر.
نعم قمة الدروس التي يلقننا إياها الشيخ محمد بن راشد كلما التقيناه وجالسناه، لنتعلم منه معاني القيادة والحكمة والتواضع والتواصل، وقيمة الحوار، وهي من المشاهد التي يحسدنا عليها الكثير حول العالم، ويختتم اللقاء بتحية الجميع، في مشهد يجسد حقيقة روحانية الشهر الكريم، وسمو أخلاق قيادتنا حفظها الله، وتمسكها بعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة التي تحثنا على أهمية التواصل والتزاور في مختلف المناسبات.


m.eisa@alittihad.ae