الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كورنيش «البحر» يثري مشهد الترفيه في إمارة الشارقة

كورنيش «البحر» يثري مشهد الترفيه في إمارة الشارقة
27 سبتمبر 2013 01:10
لوحة طبيعية خلابة احتضنها كورنيش الشارقة «البحر»، ضمت تلك القوارب الراقدة على سطح مياهه تراقصها أمواج الخليج بانسجام، فيما يجلس على صفحة الماء بزهو «دار القضاء» تلك التحفة المعمارية الإسلامية وكأنه يحرس المكان بصمت مهيب منصتاً لموسيقى أمواج يعبث بها نسيم الخليج العذب، ولا يكتمل المشهد إلا بتلك الطيور التي سرعان ما تستبدل زرقة السماء بزرقة البحر عندما تحط برشاقة على وجه الماء لتسترق بضع قطرات وتعاود التحليق من جديد. هذا المشهد في قلب الشارقة استطاع أن ينتزع اهتمام الزائر والمقيم ويجذب إليه الكثير من المرتادين منذ افتتاحه، وإعادة تأهيله وتزويده بالمرافق الخدمية بتكلفة إجمالية بلغت 21 مليون درهم. هلا عراقي (الشارقة) - يقع شارع كورنيش الشارقة ضمن مشروع قلب الشارقة، الذي تشرف عليه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، بالتعاون مع عدد من الهيئات والدوائر الحكومية في الشارقة. كورنيش البحر مشهد لا تمله العين، ولا تشبع منه النفس، بهذه العبارة بدأت أم زاهر حديثها، شارحة «لا أمل التمتع بمنظر الكورنيش من الأعلى، واحتساء قهوتي الصباحية، وأنا أرقب شروق الشمس من شرفة منزلي المطلة على الكورنيش، بل سرعان ما يجذبني جماله ويغريني اتساعه وتنظيمه ليكون أول مكان أفتتح به يومي». شحذ الطاقات حال أم زاهر ينطبق على كثيرين ممن يقيمون في الشارقة، تقول أم زاهر «يومياً أقوم بجولة رياضية صباحية في أرجاء الكورنيش أشحن بها طاقتي وأستهل بها يومي، وليس هناك أجمل من أن يكون كورنيش الشارقة «البحر» ميدانك الرياضي. هذا المكان، الذي يستقبل منذ ساعات الصباح الأولى زواره من الراغبين بممارسة رياضة المشي محاطين بالمياه من جهة وبالزهور وأشجار النخيل من الجهة المقابلة. وبحكم سكني في هذه المنطقة فقد شهدت حركة التطوير الشاملة، التي شهدها هذا الشارع الذي يربط ما بين ميدان أحمد بن درويش والمريجة، فقد تم تأهيله ليكون وجهة سياحية تتمكرز في قلب الشارقة، فضلاً عن تزويده بكل المرافق الحيوية والخدمية». ولكورنيش الشارقة «البحر» مكانة خاصة في نفس عبدالرحمن سالم؛ يقول «هذه المنطقة التراثية بواجهتها البحرية تغوص في أعماقها أجمل أيامنا، وتطفو على سطحها ذكرياتنا التي لا تنسى». ويضيف: «كنت أقطن هذه المنطقة في الماضي، وبالرغم من انتقالي إلى مسكن جديد، إلا أن الحنين يجذبني إليها دائماً، ولم يزدها التغيير الذي طالها إلا جمالاً بل أثرى عدد زياراتنا لها، وأطال من مدة بقائنا فيها، كونها لا تزال محتفظة بتلك الخصوصية التي تنفرد بها عن سواها». ويصمت قليلاً ثم يضيف «في هذه المنطقة تسري إلى مسامعي مع الهواء أصوات ضحكاتنا الطفولية، وتمر أمام ناظري أيام شباب عشته بين أرجائها، فلابد أن تكون ملاذي لماضٍ جميل عند كبري، وهنا أجتمع أنا وأصدقائي ونسمة هواء أو صوت عصفور أو حتى ظل شجرة كفيل بإيقاظ ذكرياتنا التي يزدحم بها المكان فنتنشقها مع هواء البحر ونسمعها مع أصوات المراكب». مكانة مميزة يتمتع كورنيش الشارقة «البحر» بمكانة مميزة على خريطة الشارقة السياحية، وهو من أضخم المشاريع التراثية السياحية في المنطقة، حيث يتوافد عليه السياح العرب والأجانب لموقعه الاستراتيجي المميز في قلب الشارقة، هذه المنطقة الحيوية الغنية بتراثها والمميزة بطابعها المعماري الفريد. فلا تكاد تمشي بضع خطوات لتقابل سياحاً من مختلف البلدان. إلى ذلك، يقول جليل أحمد، من خصب في عمان، «أزور الشارقة دائماً والآن أنا مع مجموعة من زملائي هنا، وقد أعجبني الطابع المميز لهذه الإمارة، التي استحقت عن جدارة لقب عاصمة الثقافة العربية والإسلامية». ويضيف «كانت تقتصر زيارتي لهذه المنطقة على السوق القديمة، ولكن الآن نحن نستمتع أيضاً بالتنزه على الكورنيش، وقد قمنا بجولة بحرية في القارب وأذهلني التغير الذي طال هذه المنطقة والنقلة النوعية لها وحجم المرافق والخدمات التي زودت بها». أما صديقه جمعة عبيد فيقول «ما لفت نظري في هذه المنطقة هذا الشارع الحيوي الذي يضج بالحياة ليل نهار، فضلاً عن مكانته تراثياً وسياحياً وتجارياً فالزائر لا يمله لأن المشهد متغير باستمرار ما بين حركة قوارب ورسوها إلى جانب أن لصباحه جمالاً ولمسائه أناقة». عن المشهد الفني لكورنيش الشارقة «البحر»، تقول إيما، زائرة من هولندا «أعشق هذه المنطقة وأحرص على زيارتها كلما جئت للإمارات فهي من الوجهات المفضلة لدي». وتضيف «أهوى الرسم وهذه المنطقة ثرية بالمشاهد التي لابد وأن توثقها ريشتي، لذا فما إن تطأ قدماي المكان لا أتوقف عن التصوير لأنها منطقة تضم متاحف رائعة ومقاه قديمة وأسواق تراثية، ويزينها ويزيد هذه اللوحة ثراء هذه الوجهة المائية الرائعة». انسيابية الحركة المرورية من جهته، يقول علي حسين، صاحب محل مطل على الكورنيش، عن انسيابية الحركة المرورية في منطقة كورنيش «البحر». ويوضح «أعمل في هذه السوق منذ القدم، وأذكر كيف كنا نعاني من زحمة سير خانقة ولكن الآن وبفضل التغير الذي شمل المنطقة كان له أبلغ الأثر على تنظيم حركة السير، وعاد ذلك بالفائدة على التاجر والزائر وساكني المنطقة، فضلاً عن توفير مواقف للسيارات على كلا جانبي الكورنيش ما سهل حركة الناس فيها». وترى أم درويش في هذه المنطقة متنفساً جميلاً. وتقول «أحضر إلى هنا دائماً كوني أفضل التسوق في السوق القديمة، لذا كانت زيارتي لهذه المنطقة تنحصر على التجول في السوق فقط، أما الآن أصبحنا نأتي للتنزه والاستمتاع بالكورنيش بعدها نبتاع حاجياتنا، ونعود إلى منازلنا»، مضيفة «إننا نرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه المنطقة لجذورها التراثية التاريخية والجمالية كونها جزءاً من ماضينا؛ لذا فعند زيارتنا لها تغلب صيغة الماضي على أحاديثنا فنقص أحاديث وأخباراً منسجمة مع طبيعة المشهد التي يفرضها علينا جو المكان». حول التطوير الذي طال المنطقة، يقول يوسف المطوع، مدير وجهة قلب الشارقة، إن افتتاح شارع كورنيش الشارقة «البحر» خطوة مهمة على صعد عدة أولها تنبع من أهمية الشارع وحيويته بالنسبة لسكان وزوار إمارة الشارقة، فضلاً عن كونه واحداً من أنشط الأسواق التجارية القديمة. شريان رئيس حول أهمية المنطقة، يقول المهندس فادي يوسف، مدير المشروع في دائرة الأشغال العامة في الشارقة، «يعتبر شارع البحر أحد أهم الطرق الحيوية في مدينة الشارقة التي تمتاز بموقعها الجغرافي والاستراتيجي، حيث يعد شرياناً رئيساً في المدينة يمد روافده على عدة مناطق محيطة به، علاوة على كونه الشارع الرئيس ضمن مشروع قلب الشارقة ومكانته التاريخية القديمة، لذا فهو يحظى باهتمام كبير لناحية التطوير والتحديث».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©