بعض الأشخاص ممن يتابعون حالة الفرحة العارمة التي اجتاحت الإمارات، بعد الفوز بكأس الخليج في البحرين، يستغربون من حجم ردة الفعل، وحجم التكريم الفوري والاستقبالات الرسمية التي حصل عليها نجوم المنتخب. سمعت من عضو باتحاد الكرة السعودي في ندوة تلفزيونية اندهاشه من حجم التهويل حسب وجهة نظره، في فوز الإمارات بدورة الخليج، وكما يقول هي مجرد دورة خليج، في إشارة إلى محدودية أهمية الدورة وعدم الاعتراف بها، وفي أنها لا توازي البطولات الكبرى الأخرى. كما تابعت بعض المواقع التي تفرغت لحساب حجم التكريم الذي حصل عليه المنتخب، ونسألهم هل تستحق هذه الدورة كل ردة الفعل هذه وحجم التكريم الذي قدم ومازال يقدم؟ وقس على ذلك الكثير من الأمور المشابهة، وردود الأفعال التي صدرت بعد الفوز، ولم تستطع استيعاب حجم الفرحة الكبيرة التي انفجرت في كل بيت إماراتي، أو حجم التكريم الذي انهال على أفراد المنتخب، أو مسيرات الانتصار التي بلغ طولها من البحرين إلى الإمارات. في الحقيقة لا يمكن أن نلوم كل من لم يستطع استيعاب حجم الفرحة، لأنهم لا ينظرون للأمر من نفس الزاوية التي ننظر بها إلى الحدث، بالنسبة لنا ما حصل في البحرين لم يكن مجرد فوز ببطولة كروية، ولكنه كان واجهة ورمزاً يعكسان توحد هذا البيت الكبير والتفاف أهله حوله، مناسبة تفجر منابع الروح الوطنية، وما أجملها من مناسبة، عندما تتوج بكأس البطولة. هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى، فإن دورة الخليج رغم أنها لا تحظى باعتراف الفيفا، وتظهر بين فترة وأخرى الأصوات المطالبة بإلغائها، إلا أن الحقيقة المؤكدة أن هذه الدورة ترفض أن تموت، ومازال لديها القدرة على رفع رؤوس وإطاحة رؤوس أخرى، وتظل بالنسبة لأهل المنطقة مصدر فخر واعتزاز، تتفجر فيها الاحتفالات عند الفوز، وتنصب مراكز العزاء عند الخسارة. من يحاول التقليل من الدورة، ومنها وجهة نظر عضو اتحاد الكرة السعودي، نتساءل إذا كانت الدورة ليست مهمة وهي مجرد دورة خليج، لماذا إذاً تمت إطاحة رأس المدرب العالمي ريكارد وإقالته من تدريب المنتخب السعودي، ولماذا من قبله تمت إطاحة البرازيلي أتوري من تدريب المنتخب القطري، ولماذا نشاهد كل ردة الفعل الجماهيرية والإعلامية الغاضبة في الدول التي لم يحالفها التوفيق هذه في المشاركة؟. صحيح أن الدورة غير رسمية، وأنها لا تحظى باعتراف الفيفا الذي لا يقبل بوجود بطولات قائمة على العرق، أو الديانة أو الإقليمية، كما هو الحال مع دورة الخليج، لكن كل ذلك غير مهم، سواء اعترف بها الفيفا أو لم يعترف، فإن هذا لا يغير من الحقيقة في شيء، طالما أن شعوب المنطقة تعترف بها وتعشقها، وهذا يكفي الدورة ويزيد. salshamsi@admedia.ae