في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك، وعلى وجه الخصوص يزداد العبء وتكثر المهام على الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، لاسيما أنها تشرف على تنفيذ وتنظيم المحاضرات والندوات والبرامج الخاصة بالعلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حيث يبدأ الإعداد للبرنامج منذ مراحل مبكرة، بدءاً من الاتصالات والرسائل المتبادلة، وحتى وصول الضيوف وترتيب إقامتهم وتنقلاتهم بكل يسر وراحة، تقديراً وإجلالاً للمهمة التي قدموا من أجلها.
كما يتجلى نشاط الهيئة في مناح ومجالات شتى، وهي تستعد لهذا الشهر الفضيل بصورة مبكرة، من خلال برامج الصيانة والعناية ببيوت الله التي يعمرها المصلون بصورة ملحوظة في أيام وليالي رمضان.
جهد كبير ينطلق من “رؤية” الهيئة بأن تكون “رائدة في توعية المجتمع وتنميته، ورسالتها كذلك في تنمية الوعي الديني ورعاية المساجد ومراكز تحفيظ القرآن وتنظيم شؤون الحج والعمرة واستثمار الوقف، خدمة للمجتمع”، بحسب ما جاء في موقع ودوريات ومطبوعات الهيئة.
والهيئة التي فازت بالعديد من الجوائز الخاصة بالتميز الحكومي وجودة المواقع الإلكترونية، تحظى باهتمام ورعاية خاصة من لدن قيادتنا الرشيدة، تقديراً لدورها الجليل ورسالتها العظيمة. وقد جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للمقر الرئيسي للهيئة في أبوظبي الأسبوع الماضي، تأكيداً لهذه المكانة والرعاية والاهتمام.
والهيئة التي تتعامل وتخاطب يومياً عشرات الآلاف من المترددين على المساجد أو المتصلين بمراكز الإفتاء، تراكمت لديها الخبرات، واتسع صدرها لتقبل ما يوجه إليها من نقد مباشر ولموظفيها المنتشرين في المواقع التابعة لها، خاصة في مثل هذه الأيام، عندما تفيض المساجد بروادها وتكتظ، فتجد البعض منهم يؤدي الصلاة خارجها، فلا يسمع ما يقول الإمام الذي يكتفي بتشغيل مكبرات الصوت الداخلية، فهذا الأمر يشكل على من هم بالخارج حسن متابعة أداء صلواتهم. ومن الأئمة من يتفاعل مع الوضع ومتطلباته، فيبادر بتشغيل مكبرات الصوت الخارجية، ومنهم من لا يزال بانتظار “التعليمات” في أمر لا يقبل الانتظار في زمن المبادرات.
ومنذ اليوم الأول للشهر الكريم، حرصت العديد من مساجد العاصمة على فتح مكبرات صوتها الداخلية عند إقامة الصلاة، في تقليد يعود من جديد، نال قبول واستحسان الجمهور. والواقع أن تقنيات العصر تتيح اليوم التحكم بالصوت، حيث يقتصر على دائرة محددة تساعد المأمومين داخل المسجد وخارجه على حسن متابعة الإمام.
ونحن نقدر مجدداً الدور الجليل للهيئة، وعلى المسؤولين فيها الانفتاح على ما يرد من ملاحظات تظهر هنا أو هناك، من دون أن نحمل الأشياء فوق ما تحتمل، فهي ليست سوى إضافة تحسب لهم في سياق مسيرة كبيرة، يهدف كل فرد فيها أن يحافظ على بهاء الصورة الرائعة لمجمل اللوحة الكاملة للإنجاز الكبير في وطن العطاء. ورمضان كريم.


ali.alamodi@admedia.ae