من اليمن إلى سوريا ومن فلسطين إلى باكستان ثم أفغانستان، وجهات تتعدد مشاربها، وفي هذه البلاد الواسعة نجد علم الإمارات يرفرف بأخضر العطاء وأبيض النقاء، مكافحاً سواد اليأس واحمرار العنف، متوقفاً عند شفاه المحتاجين وأيدي الضارعين وعيون المتشفعين وقلوب المفجوعين.. علم الإمارات الذي ترفعه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية يرفرف ويهفهف ويعزف لحن السلام والوئام من أجل إنسان يعيش على أرض الله بأحلام لا تكدرها كوابيس الجوع وآمال لا تخدعها شعارات الخوف وأمنيات لا تخدشها مخالب البطش ومشاعر لا تجرحها سهام الفراغات المدلهمة.
علم الإمارات الذي أصبح علامة فارقة وشامة محدقة وشهامة مستغرقة في البذل والتضحية من أجل حرية الآخر وعيشه الكريم وكرامته وعزته وفخره، علم الإمارات الذي يحلق كالنسر في فضاءات العالم بنجابة الأوفياء ونبل النجباء وعزيمة الرجال الكرماء وفضيلة الناس النبلاء، وهذه القوافل المباركة التي لا تعرف إلا مناسبة واحدة وهي مناسبة البحث عن فقراء العالم ومحتاجي الشعوب والوصول إليهم بخطوات حثيثة ووثبات لا تعرف الكلل ولا تعترف بالملل، هذه هي شيمة قيادة وشيمة شعب وقيمة إرث وتقاليد لم تزل راسخة رسوخ الجبال الشم على تراب الإمارات وشموخ النخلة العريقة في وديان وسهول القلوب الرحيمة.. جولات وصولات تقوم بها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مكللة بجهود شباب آمن بأن تعميم الخير سمة سماوية قرآنية إسلامية إنسانية، لذلك فإن غيث العطاء يمر على أعشاب الكون فيسقيها من رضاب السماء ويحيط بالكرة الأرضية فيطوقها بريق السحابات الممطرة، الأمر الذي جعل اسم الإمارات عالياً علو النجوم، ساطعاً سطوع الأقمار، يافعاً يفوع الكواكب السيارة.. حتى بدت إماراتنا كوكباً تدور حول أفلاكه شعوب ودول محتفية بالاسم الكريم محتفلة بالسمعة الطيبة، متواصلة بوجدان مفعم بالحب والوفاء، متصلة بمشاعر الانتماء إلى بلد غرس الانتماء كونياً وإنسانياً وما يضيره يضيرني.. مبدأ إنساني نقي من شوائب العرقية والشوفينية والألوان والأشجان المفزعة، مبدأ أخلاقي زرعه القائد المؤسس زايد الخير طيب الله ثراه وعلى نهجه تذهب القيادة الرشيدة مسترشدة بمذهب الإسلام وعقيدة الأخلاق الإنسانية التي نشأ عليها الإنسان في بلادنا.
نفخر ببلادنا ونعتز بهذا الانتماء الإنساني الجميل وهذا التواصل الثقافي والمعرفي ما بين القيادة والشعب، قيادة أسست بنياناً مرصوصاً شيدته بالمعاني الأصيلة ونسجت حريره من خيوط الفهم والوعي بأهمية هذا الانتماء إلى وطن يجمع القيادة والشعب في محراب واحد ويصل بالوطن إلى عالم أوسع لا تحده حدود ولا تفصله فواصل ولا تعرقل مسيرته أهواء ولا أنواء.. الإمارات جزيرة بحجم الكون، طيورها عشاق السلام والأمان والاطمئنان.


marafea@emi.ae