الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تويوتا» تهرول إلى اللحاق بالمنافسين في البرازيل

«تويوتا» تهرول إلى اللحاق بالمنافسين في البرازيل
23 سبتمبر 2013 22:12
تزيد شركة تويوتا موتور اليابانية جهودها التنافسية في أميركا اللاتينية لتلحق بباقي المتنافسين وتجري فيها تعديلات عدة، تعويضاً لعقود من الإهمال أفقدت عملاقة السيارات العالمية مزاياها في أسواق السيارات الآخذة في الانتعاش في هذه القارة. رغم أن «تويوتا» تعد أكبر مُصنع سيارات في العالم، فإنها لا تزال متأخرة مقارنة بشركات أخرى في قارة أميركا اللاتينية، فهي لا تصنف من ضمن الخمس الكبار في البرازيل التي تعتبر حالياً رابع أكبر سوق سيارات في العالم، غير أن «تويوتا» قررت مؤخراً ضخ مزيد من الاستثمارات في هذه القارة. هناك مؤشرات مبكرة إلى أن تعديل هيكل «تويوتا» الإداري الخارجي بدأ في جعل الشركة أكثر مرونة من حيث اهتمامها بتصنيع مركبات تلائم احتياجات المنطقة التي تعمل بها، وهي نقطة مهمة لو أنها تريد قطع أشواط كبرى في تعظيم تواجدها في مختلف المناطق. وقال ستيف سانت أنجلو رئيس تنفيذي فرع تويوتا في منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»: “نحن في سباق نسعى فيه إلى اللحاق بمن سبقونا ولكنا نحرز تقدماً سريعاً”، وأضاف سانت أنجلو: “لدينا الآن الإرادة والإمكانيات لنولي هذه المنطقة الاهتمام الذي تحتاج إليه وتستحقه”. كانت البرازيل هي موقع أول مصنع خارجي لـ«تويوتا» حين قررت عام 1958 مزاولة نشاطها خارج اليابان، وبعد ذلك بأكثر من نصف قرن ترهل نشاط «تويوتا» هناك، بينما كثفت جهودها في أسواق أخرى أقوى مثل الولايات المتحدة والصين واليابان. في البرازيل، بلغت حصة «تويوتا» السوقية في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام حوالي 4?5%، وهذا يضعها بالكاد في الترتيب السادس، متأخرة كثيراً عن أصحاب المراتب الثلاث الأولى «فيات» و«فولكسفاجن» و«جنرال موتورز» التي تبلغ حصصها مجتمعة قرابة 60% من سوق البرازيل. ولم يكشف سانت أنجلو عن حجم المبيعات المستهدف، غير أنه قال إن لدى «تويوتا» هدفاً معقولاً في أن يكون ترتيبها ضمن مصنعي السيارات الأربعة الكبار في أميركا اللاتينية بحلول آخر العقد الراهن.تكاد «تويوتا» تكون قد ضاعفت إنتاجها في أميركا اللاتينية هذا العام منذ أن افتتحت مصنعاً جديداً في شهر 2012 بلغت تكلفته 600 مليون دولار، كما أنجزت «تويوتا» حتى الآن نصف مشروع إنفاقها مليار ريال برازيلي (410 ملايين دولار أميركي) لبناء مصنع محركات في هذه القارة يتوقع أن يبدأ إنتاجه في النصف الثاني من عام 2015.وباعت «تويوتا» 321000 مركبة في أميركا اللاتينية العام الماضي ما يعد جزءاً صغيراً من سوق تضاعف حجمها إلى 6?12 مليون مركبة من عام 2005، غير أن مبيعات «تويوتا» في البرازيل خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2013 قفزت بنسبة تفوق 75% إلى 97?957 مركبة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، ويعود معظم الفضل في ذلك إلى السيارة ايتيوس Etios الصغيرة التي تجمع في المصنع الجديد في سوروكابا بالبرازيل والتي طرحت للبيع في شهر سبتمبر الماضي. تملأ ايتيوس فراغاً في تنويعة «تويوتا» المحدودة في أميركا اللاتينية وإلى أن تم إطلاقها هناك، لم يكن سوى 9% فقط من تنويعه «تويوتا» في سوق أميركا اللاتينية ضمن الفئة المهمة المتمثلة في السيارات الصغيرة منخفضة السعر التي تشكل ثلث مبيعات السيارات بالمنطقة، بينما لم تكن حصة تويوتا السوقية في تلك الفئة سوى 1?2% في عام 2010. وما يؤكد أيضاً على عزم «تويوتا» على النهوض باستراتيجيتها في سوق أميركا اللاتينية هو قيام مجلس إدارة الشركة بتعيين مارك هوجان التنفيذي السابق في «جنرال موتورز» المتخصص في مجال التصنيع والذي عمل في البرازيل في تسعينات العام الماضي، إذ طلب رئيس «تويوتا» أكيو تويودا من هوجان بالذات المساعدة على تقديم المشورة للشركة في عملياتها في أميركا اللاتينية. وقال تاكاكي ناكانيشي مؤسس معهد ناكانيشي للبحوث المتمركز في طوكيو والمتخصص في بحوث صناعة السيارات: “كانت البرازيل سوقاً شبه مهملة لم يعبأ تنفيذيو تويوتا حتى بزيارتها”. وأضاف ناكانيشي: “أما الآن، فقد باتت البرازيل شديدة الأهمية لـ(تويوتا) من حيث الاستراتيجية”، بالنظر إلى أن المشكلات التي وقعت مؤخراً في أكبر سوقين للسيارات في العالم أكدت حاجة «تويوتا» إلى موازنة المخاطر من خلال زيادة استثمارها في أسواق بازغة أخرى. يذكر أن استدعاءات السيارات في عامي 2009 و2010 بالولايات المتحدة أضرت كثيراً بمبيعات «تويوتا» في أميركا الشمالية، فيما ترتب على التوتر السياسي بين الصين واليابان بشأن نزاع على أراض العام الماضي تقليص مبيعات تويوتا بشكل حاد في أكبر سوق سيارات في العالم من حيث الحجم. غير أن ناكانيشي قال، إنه سيكون من الصعب على «تويوتا» أن تنافس اللاعبين المهمين في أميركا اللاتينية مثل «فيات» و«فولكسفاجن» و«جنرال موتورز»، إذ أنهم على عكس تويوتا، هيئوا السبيل لترسيخ سلسلة توريدهم في هذه المنطقة لسنوات عديدة، وهو أمر مهم إذا أريد اختراق سوق سيارات البرازيل التي ترتفع فيها تكاليف تصنيع وتوزيع فئة السيارات منخفضة السعر. ترجمة عماد الدين زكي عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©