لشهر رمضان بركات ونفحات عديده تشمل حياة المسلم في مختلف الجوانب الصحية والبدنية والروحية و الاجتماعية وغيرها، وربما لا نستطيع حصرها في هذه العجالة، فلا يخرج المسلم من الشهر الفضيل إلا وهو سليم النفس قوي الإرادة، عطوفا، يشعر بالآخر؛ نظرا لما لمسه من معاناة الفقير والمحتاج عند الجوع والعطش، ما ينمي في نفسه سمة العطف على البائس والمحروم، فضلا عن الصبر والجلد والتحمل والقدرة على التحكم في النفس الأمارة بالسوء والبعد بها عن الملذات والشهوات، لتتسامى النفس عن الرذائل والبعد عن الخبائث، وبهذا الشعور تقوى علاقة العبد بربه، ما ينعكس على شخصيته وأدائه ويصبح ذا نفع لمجتمعه. ومن فضائل الصيام حفظ الإنسان للسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها، ويعود نفسه على ذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم». وعلى المسلم القوي الواعي أن يحرص على كسبه الصحي إلى جانب كسبه الروحي خلال الشهر الفضيل ، وأن يكرس فضيلة الاعتدال في كل ما يقوم به، فلا يفرط في طعامه، ويحرص على سحوره، ففي حرصه تجسيد لإيمانه بأن كل ما فرضه الله تعالى علينا معشر المسلمين فيه خير، ففي صوم رمضان كسب لطاعة الله وكسب لصحة الإنسان، فما من فرض فرضه الله علينا إلا وفي أدائه مكسبان، مكسب في الآخرة وهو خير الثواب، ومكسب في الدنيا، فكل فرض من فروض الله لا يخلو من مكسب يعم علينا في حياتنا ودنيانا، «ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير»...(الملك) ويؤكد الأطباء أن الصيام يفيد في علاج الكوليسترول الذي يعد أحد أنواع الدهون التي يحتاجها الجسم لبناء الصحة السليمة، الذي يعد من العوامل المهمة جداً في تكوين أغشية الخلايا وهو عنصر حيوي في تكوين جميع خلايا الجسم وعملها. كما يوفر الصيام عنصرين مهمين جداً لمرضى القولون العصبي وهما، أولاً: الهدوء النفسي والعبادة المصاحبيْن للصيام في الشهر الكريم، حيث يعتبر القلق النفسي والانفعالات من أهم الأسباب التي تزيد من أعراض القولون، كما تعمل طول فترة الصيام ما بين السحور والفطور على تنظيم الطعام من ناحية والحفاظ على القناة الهضمية وصيانتها من ناحية أخرى، وهي أشياء مهمة في علاج القولون، كما يوقف الصوم عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء ويعمل على طرحها، والتي يمكن أن يؤدي طول مكثها إلى تحولها لنفايات سامة، كما أنه الوسيلة الوحيدة الفعالة التي تسمح بطرد السموم المتراكمة في البدن والآتية من المحيط الملوث ويلفت الأطباء إلى أن الصوم علاج شاف، هو الأكثر فعالية والأقل خطراً لكثير من أمراض العصر المتنامية، فهو يخفف العبء عن جهاز الدوري، وتهبط نسبة الدسم وحمض البول في الدم أثناء الصيام، كما يحسن من أداء القلب وحيويته، ويخفف من التهابات المعدة والأمعاء، فكثير من الأمراض الهضمية تنتج عن تناول الأطعمة بشكل غير منتظم، هذا غيض من فيض وكل عام وأنتم بخير. jameelrafee@admedia.ae