في يوم الظفر بالكأس وارتفاع الرأس تقطعت الأنفاس بإحساس شديد المراس، حيث علم الناس جميعاً، وهذا درس، لكل ذي بصر وبصيرة، أن أبناء زايد معدن نفيس يبرزون في الوقت المناسب، يعبرون عن المناقب، ويؤكدون أنهم في المواكب مناكب متراصة كالبنيان المرصوص، يقفون صفاً واحداً، يصطفون ويلتفون، ويأتلفون ويتكاتفون، ويتضامنون، ويحملون الحب عالياً راية وغاية وسارية، من أجل هذا الوطن ومن أجل قيادة رشيدة تفردت في الريادة والسيادة، وأعطت وتفانت وأسخت بالنفس والنفيس من أجل أن تبقى الإمارات علامة وشامة وشهامة وكرامة، من أجل أن يظل ابن الإمارات دائماً الكوكب الشامخ والمركب الراسخ والمنكب الواثق بقدراته وإمكاناته وطاقاته.
من أجل تاريخ لا يقبل البلل ولا الملل ولا الكلل ولا العلل ولا الخلل ولا الجلل، من أجل بلد كرمها الله بقائد أسس وكرّس وغرس وطرس، وجعل من إنسان الإمارات النون والقلم وخير الكلم، وحسن الشيم، جعله مكرماً معززاً، مرفوع الرأس، محبوباً بين العالمين، سمعته وسمته أنه من نسل زايد الخير طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.
الفوز بكأس الخليج لم يكن حفلاً رياضياً فحسب وإنما كان استفتاءً حقيقياً لذلك الحب الذي غرسه زايد الخير في النفوس والرؤوس فأثمر اليوم، وأورق، وطوق، وأبرق، ونسق، وحدق، في عيون الناس جميعاً. استفتاء يؤكد بجلاء معنى الحب والولاء والانتماء لوطن وقيادة، ويرسخ واقعاً إماراتياً فريداً متميزاً بين الأمم، أن هذا الشعب وهذه الأيادي المرفوعة عالياً هي أعلام الرفعة والشأن الناصع لرجال عاهدوا الله، أن لا سبيل للحياة الكريمة إلا بهذا الحب لخليفة زايد، وهذا الصرح الذي شيد بنيانه بروح الشفافية والعفوية والنفس الرضية والروح الندية المعبقة بفوح الانتماء إلى الأرض.
كأس الخليج كانت المقياس والمتراس والأساس للتعبير عن الأماني وعن المشاعر الحقيقية التي تسكن قلوب الناس، هذه النفرة الجماهيرية المبهرة والمذهلة، وهذه الجموع التي هبت للمؤازرة، قاطعة المسافات براً وبحراً وجواً، من أجل رفع روح المعنويات لأبناء زايد، أبناء خليفة، أبناء الإمارات الشامخة المتينة.
إنه الحب وحده، ولا سواه، القوة الصارمة العارمة، الجازمة، الحاسمة في صناعة النسيج وبث الأريج.



Uae88999@gmail.com