لا أبحث عن الصيد في الماء العكر، ولا أفتعل المشاكل، ولست من هواة الإثارة بلا داعٍ، لكنني أكره العبث والروتين وفلسفة الأمور حسب الهوى، كما أكره رائحة الأرفف و«شُغل الموظفين»، وتعطيل الأمور المصيرية لبعض الناس، بحجة أن «الدوام» انتهى، أو أن صاحب الحاجة جاءنا قبل الدوام أو بعده. وليست بيني وبين يوسف عبدالله أمين عام اتحاد الكرة خصومة، ولهذا اتصلت به كثيراً للوقوف على حقيقة العقوبة التي وقعتها لجنة الانضباط على لاعب الأهلي عدنان حسين، والتي قضت - حسب علمي- بإيقافه مباراتين لسوء السلوك، علاوة على مباراتين للطرد في مباراة للرديف، وهي العقوبة التي كانت تمنع اللاعب من المشاركة أمام الوحدة أمس الأول، لكن تليفون يوسف عبدالله كان مغلقاً على الدوام، أو أن لديه خاصية، تميز هذا من ذاك، ولست من أصحاب الحظوة، ممن يطلبون فيُرد عليهم في الحال.. كما أنني لست في مشكلة مع الأهلي، ولكن مشكلتي كما قلت هي مع الروتين، ومع تفسير الأمور وفق ما انتهت إليه، وليس وفق منطقها وما يجب أن تكون عليه. يوسف عبدالله، قال للزميل يعقوب السعدي أمس الأول عبر برنامج «جيم أوفر» إن قرار الانضباط لم يصل إلى الأمانة العامة، التي من المفترض أنها من يبلغ الأندية بالعقوبات، وإن النادي مطالب بتنفيذ العقوبة فور وصول قرار بها، وإنه قد يوقف اللاعب ويلعب لأن القرار لم يصل، كما قال إن لجنة الانضباط اجتمعت الخميس حسبما سمحت بذلك ظروفها، ولأن الخميس كان نهاية «دوام» لم يصل القرار إلى «الأمانة»، وما أعلمه من مصادري أن اللجنة انتهت من عملها بين الخامسة والخامسة والنصف من مساء الخميس الماضي، وأنها أرسلت قرارها للأمانة، لكن أحداً لم يكن موجوداً هناك.. كانوا قد «سكروا» الباب وأطفأوا «الليت»، وذهبوا في سبات حتى دوام الأسبوع المقبل، وكأنها شركة، وليست جهة معنية بتسيير أمور الدوري مع غيرها من الجهات، والدوري لا يقام في الغالب إلا عندما تتوقف الدوامات.. ثم لست أدري لماذا يمر القرار من بوابة الأمانة بعد خروجه من اللجنة، إذا كانت اللجنة لا تتدخل فيه من قريب أو بعيد حسبما أكد يوسف عبدالله إلا إذا كان دور الأمانة أن تختمه بختم الاتحاد. وبعدما دافع يوسف عبدالله عن اللجنة «التي تجتمع وقتما تريد» وعن الأمانة « التي ترسل القرارات وقتما تريد» ألقى باللائمة على الإعلام لأنه اجتهد ووصل إلى القرار قبل إعلانه، وإمعاناً في المزيد من الروتين، طالب يوسف عبدالله الإعلام بالانتظار حتى تسلم الأندية القرارات ويوزع على الصحفيين والإعلاميين من خلال المركز الإعلامي، لنظل مع «الأرفف» وفي غرف الأرشيف. والآن لا زلنا في انتظار القرار، وربما بعد كل ذلك، نكتشف أنه لا يوجد قرار، فتلك هي الخاتمة التي ننتظرها، فالإعلام ربما يستحق الانتقام منه بهذا القدر، لأنه اجتهد وحاول وتطرق إلى «المحظور» فيه الكلام، وتحدث عن «الأمانة» وهي خارج الدوام. يا سادة إن لم نقر بأننا في زمن الاحتراف فلنعد إلى الهواية، وإن كان بيننا من يرفضون العصر الجديد، فليظلوا حيثما يريدون، يغلقون الأبواب ويقنعون بساعات الدوام، لأن الاحتراف يمضي للأمام. كلمة أخيرة: التحقيق في هذا الأمر واجب على الاتحاد ليبرئ نفسه من تهمة «الهواية» mohamed.albade@admedia.ae