ثمة بعض الأمور التي تجدها عند غيرك، وتتمنى أن تجدها عندك وفي مجتمعك، ففي الأمس القريب خلال عطلة رأس السنة قرأت في أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية، بأن كوريا الجنوبية وزعت نحو مليون جهاز «آي باد» على الطلبة، وذلك لرغبتها في استبدال الكتب والكراسات الورقية المستخدمة لمراجعة الدروس بجهاز إلكتروني قادر على تحميل آلاف الكتب والمخطوطات والكراسات التي يحتاجها أي طالب على مقاعد الدراسة. وراحت مخيلتي، وأنا أقرأ ذلك الخبر، بحجم الحقيبة المدرسية التي يحملها أبناؤنا وبناتنا طوال أيام الدراسة والتي تكاد أحياناً تصل إلى نصف وزن ذلك الطالب إن لم يكن وزنها أكثر. تلك الحقائب مليئة بالكتب لمواد مختلفة وكراسات متنوعة وقصاصات وغيرها من الملفات والأوراق، ناهيك عن الأدوات التي يستخدمها الطلاب في يومهم الدراسي، وما استطعنا أن نخرج فيه لفلذات أكبادنا أن نحول تلك الحقائب من محمولة على الكتفين إلى حقيبة ذات عجلات يستطيعون جرّها خلفهم، حتى أيضاً تلك الثانية يرفضها عدد كبير من مدارسنا نظراً لتسببها في الوقوع و(التخرطف) على الأرض لحظات الدخول والانصراف من المدرسة. هناك تقنيات متطورة جداً يمكننا أن نوظفها لخدمتنا في شتى المجالات، ولا تقتصر على جانب دون غيره، خاصة أن تحويل الكتب المدرسية لجهاز آي باد يجعلني أستعيد الذكريات حينما كنت على مقاعد الدراسة، وبعد الانتهاء من الامتحانات النهائية يعبر بعضنا عن فرحته بشق الكتاب ورميه في ساحة المدرسة، والبعض يعبر بتلك الطريقة عن حزنه لصعوبة الامتحان أو كرهاً في مدرس كان يدرسه تلك المادة، وبين لحظة وأخرى تجد ساحات المدرسة بالداخل والخارج مليئة بالأوراق والكتب المتطايرة، والتي يحرصون أن يكتبوا عليها مع تحيات فلان الفلاني. ولاشك أن ما أقدم عليه القائمون على التعليم في ذلك المكان من توزيع آي باد بديلاً للكتب الدراسية يبرهن على المكانة التي وصلت إليه ذلك المجتمع، والذي يدل على استطاعة طلابهم الصغار في التعامل مع ذلك الجهاز وكيفية استخدامه. نحتاج إلى النظر في مخرجات التعليم في يومنا هذا، وهل مجتمعنا راض عن تلك المخرجات، أم أنها لا تزال تحتاج لمزيد من التطوير والتحديث خاصة في المناهج التعليمية والأساليب المتبعة في الوقت الراهن. اليوم تعليمنا يحظى بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة التي أدركت منذ تأسيس الدولة بأهمية التعليم وتطويره بما يتناسب مع التقدم والتطور العالمي، والذي يمكن الدولة من الارتقاء لأعلى المستويات، وإيجاد كادر قادر على الحفاظ علي مكتسباتنا بالعلم والمعارف المختلفة.. ذلك الدعم اللامحدود وتكثيف الجهود والسعي لإيجاد أفضل المخرجات، يحمل كلاً منا على أن يعمل على تطوير ذاته وأولاده بما يتناسب مع رؤية وتطلعات قادتنا. halkaabi@alittihad.ae