الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طفرة الغاز الصخري الأميركي تضر مشاريع أستراليا

20 سبتمبر 2013 21:44
تضرر كبار منتجي الطاقة من طفرة الغاز الصخري الأميركي، ففي أستراليا على سبيل المثال تتزايد مخاطر استثمارات شركات طاقة دولية تشمل شيفرون وإكسون موبل البالغة أكثر من 160 مليار دولار في مشاريع الغاز الطبيعي. طالما اعتبرت أستراليا منطقة جاذبة لاستثمارات الطاقة بفضل استقرارها السياسي وضخامة احتياطياتها من الغاز الطبيعي البكر، غير أن هذه الجاذبية آخذة في التضاؤل بالنظر إلى أن نقص الأيدي العاملة وارتفاع الدولار الأسترالي أديا إلى زيادة حادة في تكاليف المشاريع في أستراليا، ورغم وجود هذه المشاكل منذ فترة فإنها تفاقمت مؤخراً بعد أن انخفضت أسعار الغاز في مناطق خارج أستراليا وأضحى أمام المشترين مزيد من الخيارات لتأمين احتياجاتهم من الطاقة. وقال روي كرايوسنسكي مدير عام شيفرون أستراليا: «تبلغ استثمارات الغاز الطبيعي المسال في أستراليا حالياً أكثر من 160 مليار دولار أميركي، وهناك استثمارات منتظرة تبلغ نحو 100 مليار دولار، غير أن هذه الاستثمارات قد تتعرض لمزيد من المخاطر في المستقبل القريب». طالما تطلعت أستراليا إلى أن تصبح أكبر مركز لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا ولديها ما يزيد على عشرة مشاريع إما قيد الإنشاء أو في مرحلة التخطيط، ويجري حالياً بناء سبع محطات غاز طبيعي مسال في أستراليا التي تطمح إلى أن تسبق قطر لتصبح أكبر مصدر غاز طبيعي مسال في العالم بحلول عام 2018. غير أن هناك صعوبات تعيق قدرة أستراليا على مواصلة زيادة إنتاجها من الغاز، فالتكاليف آخذة في الارتفاع بشكل حاد، وهناك تأخير في وصول شحنات البضائع اللازمة إلى مشاريع قائمة، الأمر الذي يضر بالاستثمارات، وهذه المشاكل تجعل الشركات تتردد في التوسع أو بناء مشاريع جديدة في أستراليا. وقامت شيفرون وشركاؤها اكسون ورويال دتش شل بإرجاء أعمال توسعات مشروع جورجون البالغ حجمه 52 مليار دولار أميركي، يذكر أن جورجون يعد أكبر حقل غاز طبيعي في أستراليا حيث يحتوي على ما يقدر بنحو 50 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي لعامين كاملين، وتتولى شيفرون دور المشغل لهذا المشروع وهي أيضاً أكبر مساهميه. وهناك مشروع منافس آخر يقع قريباً من جورجون، يسمى براوز، والذي لحقت به نكسة أشد في شهر أبريل الماضي حين قام المشغل وودسايد بتروليم بإلغاء خطط إنشاء محطة تصدير غاز ساحلية بسبب ارتفاع تكاليف الإنشاء. وتدرس وودسايد حالياً تقنية جديدة لمحطات غاز طبيعي مسال عائمة، الأمر الذي أخر المشروع نحو سنتين على أقل تقدير، يذكر أن شل مشتركة أيضاً في الاستثمار في مشروع براوز. تنطوي تأخيرات المشاريع على مخاطر كبيرة لشركة مثل شيفرون نظراً لأنه سيكون على الغاز الأسترالي منافسة الغاز الأرخص الذي تعرضه المشاريع الأميركية، عادة ما يباع الغاز الطبيعي المسال في آسيا من خلال عقود طويلة الأجل مع ربط أسعاره بأسعار النفط المرتفعة نسبياً، بينما ترتكز صفقات تصدير الغاز في أميركا الشمالية على أسعار الغاز المحلية الأدنى كثيراً. وقال محللون إن أسعار تصدير الغاز الأسترالي ربما تضطر إلى التراجع بنسبة 25% لكي تنافس أسعار الغاز الأميركي. وعقدت كبريات شركات استيراد الغاز الطبيعي المسال مثل كوريا جاز واوساكا جاز اليابانية اتفاقيات طويلة الأجل مع محطات غاز أميركية تنويعاً لمصادر الإمداد التي تعتمد حتى الآن على أستراليا والشرق الأوسط. وقال اندرو مكمانس الاستشاري في وود ماكنزي المتمركزة في المملكة المتحدة التي تتوقع بلوغ صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال نحو 50 مليون طن سنوياً بحلول 2020: «التركيز الآن على الولايات المتحدة، حيث يجري حالياً إنشاء مشاريع تصدير غاز كبرى ونتوقع المزيد منها مستقبلاً»، بذلك يتوقع أن تساوي صادرات غاز الولايات المتحدة أكثر من نصف الغاز الأسترالي المتوقع عرضه للتصدير بحلول عام 2020. وفي شهر مايو الماضي صادقت الولايات المتحدة على مشروع شركة فريبورت ال ان جي ديفلويمنت في تكساس البالغة تكلفته 10 مليارات دولار والهادف إلى تصدير الغاز الطبيعي المسال، وهو يعد ثاني مشروع أميركي في هذا الشأن بعد مشروع شركة شينير اينرجي المسمى ساباين باس في لويزيانا. ويتضمن هذان المشروعان تحويل محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال القائمة إلى محطات تصدير، ما يجعل بناءهما أرخص من المشاريع الأسترالية بسبب توفر البنية الأساسية كخطوط الأنابيب ومستودعات التخزين. غير أن موضوع صادرات الغاز الأميركي لا يزال خاضعاً للجدل في واشنطن نظراً لتأثيره المحتمل على المستخدمين المحليين، هذا في الوقت الذي ينتظر أن تبدأ كندا تصدير الغاز في عام 2017، كما أن شركات ذات استكشافات كبرى قبالة سواحل أفريقيا الشرقية تدرس بدء تصدير الغاز بحلول آخر هذا العقد. وتلقت صناعة الغاز الطبيعي المسال الأسترالية ضربة قاسية في شهر ديسمبر الماضي حين قالت شيفرون إن تكلفة مشروعها جورجون مع اكسون وشل زادت بنسبة 40% وإن باكورة صادرات الغاز الطبيعي المسال من جورجون ستكون في عام 2015 بتأخير عن المخطط ببضعة أشهر. عن «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©