لم تمض ثوان على بث خبر إعلان النيابة العامة مباشرتها التحقيق مع “جماعة أسست وأدارت تنظيماً، يهدف إلى ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة ومناهضة الدستور ونظام الحكم في البلاد، وارتباطها وتبعيتها لتنظيمات وأجندات خارجية”، حتى كانت المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي تزخر بما يعبر عن غضبة عفوية تجاه كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن، ومحاولة النيل من رموز إمارات المحبة والوفاء، وقيادة هذا الوطن المعطاء، كما انهالت الاتصالات على وسائل الإعلام من مختلف فئات المجتمع الأصيل.
ولم تكن ردود الفعل العفوية تلك لجموع المواطنين، سوى صورة من صور قوة اللحمة الوطنية وصلابة النسيج الوطني في إماراتنا، ومتانة تلاحم أبناء الإمارات وقيادتهم.
إن أمر أي شرذمة اختارت الخروج عن الصف الوطني، يعرض أمام القضاء الذي نقف إجلالاً واحتراماً ليقول كلمته، وهو المعروف باستقلاليته ونزاهته، والذي يجسد صورة زاهية لدولة المؤسسات والقانون. وتمضي النيابة العامة في تحقيقاتها مع المحبوسين احتياطاً على ذمة التحقيقات، لكشف أبعاد ما كانوا يخططون له، وأعدادهم، ومن على شاكلتهم ممن رهنوا أنفسهم لارتباطات خارجية، وجعلوا منها “وليا مرشداً”.
وفي مرحلة فاصلة من تاريخ الأوطان، لا مجال للعبث بأمن البلاد، ونحن هنا نتحدث عن وطن فاض بخيره على الجميع دون استثناء أو إقصاء أو إلغاء، وتميزت قيادته بسعة صدر وعطاء بلا حدود على الجميع، وحلم شمل الجميع، حتى أولئك الذين ضلوا الطريق وصدرت بحقهم أحكام قضائية، شملهم ذلك العفو السامي من لدن قائد مسيرة الخير، حفظه الله.
كما نستعيد هنا تلك الكلمات الجليلة والمؤثرة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسموه يدعو أولئك الضالين إلى العودة إلى أحضان الوطن، ووضع يدهم في يده لأجل البناء، لا لتقويض صرح بنيان هذا الوطن الذي صمد أبناؤه في وجه الشدائد على امتداد حقب التاريخ، وكانوا دوماً صفاً واحداً كالبنيان المرصوص. ونجتر كذلك الكلمات الحاسمة الحازمة لصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وهو يدعو البعض ممن فقد بوصلات الاتجاهات، إلى ألا يزايد باسم الدين في مجتمع مثل مجتمع الإمارات، المعروف بقوة جذوره وارتباطه بقيادته.
لقد كانت ردة الفعل العفوية تلك، تعبيراً جياشاً في قلب كل غيور تشرف بالانتماء لتراب هذا الوطن، ورسالة صريحة وسريعة نحو كل عابث، بأن أمن الإمارات وقيادة الإمارات غير قابلين للمساس، وأنهما خط أحمر لا يسمح بتجاوزه.
وتحية تقدير وامتنان للعيون الساهرة من رجال الأمن، الذين بيقظتهم العالية يكشفون كل حاقد ومتآمر على وطن المحبة والوفاء، ليظل شامخاً آمناً مستقراً، ينعم أبناؤه بالخير والرخاء والازدهار بقيادة خليفة الخير وإخوانه الحكام. والله نسأل أن يديمهم ذخراً، ويحفظ الإمارات وأهلها من شرور الفتن، ما ظهر منها وبطن.


ali.alamodi@admedia.ae