يوم أمس كنا على موعد جديد مع قطاف حكمة القيادة ورؤيتها الثاقبة لتأمين وتحقيق كل جهد يعزز ازدهار ورخاء إمارات المحبة والعطاء.
بالأمس كنا مع تدشين مشروع استراتيجي غاية في الأهمية هو بدء عمليات نقل النفط عبر خط أنابيب “أدكوب” الذي يربط بين حقول حبشان بأبوظبي وحتى نقطة التصدير في الفجيرة على بحر عمان باتجاه الأسواق العالمية.
وبإمكان هذا الخط الاستراتيجي الذي يبلغ طوله 400 كيلومتر نقل نحو 1.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام، مع إمكانية زيادتها إلى 1.8 مليون برميل يومياً، بحسب ما أعلن محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة عند افتتاح الخط الجديد.
يمثل خط حبشان-الفجيرة شرياناً جديداً للحياة وللمستقبل، ويجسد ضمن ما يجسد حرص القيادة الرشيدة على امتداد مظلة التنمية الشاملة كافة مناطق الدولة، وتكامل الأدوار التي تقوم بها. فالخط الجديد يخفف الضغط على ميناء الرويس، الذي لم يعد ميناءً لتصدير النفط الخام، وإنما صرحا صناعيا بما يضمه من منشآت للعديد من الصناعات البترولية الأخرى.
ويحمل تدشين الخط الجديد بعداً يتعلق بنظرة الدولة لالتزاماتها تجاه صادراتها، وبالذات في قطاع حيوي استراتيجي يتعلق بالنفط وتصديره من هذه المنطقة، التي تتقاطع فيها مصالح العالم وحركة التجارة الدولية. والتي تدرك أهميته وحيويته الإمارات، وحرصت على تأمين ممراته الملاحية من خلال استضافتها للعديد من المؤتمرات المتخصصة، ومنها مؤتمر مكافحة القرصنة البحرية الذي عقد مؤخرا في دبي.
ونحن نعتز بهذا الإنجاز الاستراتيجي الذي حقق للدولة خيارات أوسع لتصدير نفطها دون أن يكون محصورا في منفذ واحد كمضيق هرمز الذي تمر من خلاله معظم حركة التجارة لبلدان الخليج العربي، ولا يحتمل أي مغامرة أو عبث في منطقة شهدت من العواصف والأنواء ما شهدت على امتداد العقود القليلة الماضية.
ومع هذا الإنجاز التاريخي الذي نهنئ قيادتنا الرشيدة عليه، ويعد فخراً للوطن، الذي يحق لأبنائه الاعتزاز به، باعتباره نقلة وإضافة نوعية لمسيرة الإنجازات والمكتسبات على أرض إمارات المحبة والوفاء. وتتجسد من خلاله المكانة التي يشغلها تحقيق التنمية المستدامة والخير والرخاء والازدهار لأجيال الحاضر والمستقبل في فكر قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإخوانه أصحاب السمو الحكام والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وفي وطن يزهو بإنجازاته ويفخر بقيادته، يحق لكل فرد فيه تملؤه مشاعر الوفاء والولاء والانتماء الالتفاف حول قيادته وصون ما حققت له، بالمزيد من العمل والإنجاز والتميز للإبقاء على صرح الإمارات شامخاً ورايته دوماً خفاقة في ذرى الأمجاد، يقطف من قطاف الحكمة وثمار رؤية استراتيجية حرصت دوماً أن يكون الإنسان في محور وبؤرة كل اهتمام، لأنها تنظر إليه باعتباره أغلى الثروات ورهان المستقبل الآمن المزدهر.


ali.alamodi@admedia.ae